أربع معلمات يرسمن «علم الإمارات» على قمة جبل جيس 2024.

أربع معلمات يرسمن «علم الإمارات» على قمة جبل جيس

المعلمات أثناء العمل على قمة جبل جيس

تزامنا مع الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين، رسمت أربع معلمات من مدرسة «زيد بن حارثة الأساسية للبنين» برأس الخيمة علم الإمارات بطول 30 متراً تقريبا وعرض متر واحد تزينه ثلاثة أعلام صغيرة الحجم تحته مباشرة فوق قمة جبل جيس أعلى القمم الجبلية في الدولة، ليصبحن أول مجموعة نسائية ترسم علم الدولة على القمة الشاهقة، لا سيما أن الجبل من الأشد خطورة في الدولة لوعورته الشديدة.

ارتفاع شاهق

راودتهن الكثير من الأفكار للتعبير عن فرحتهن بيوم الاتحاد الأربعين، كرسم لوحات تزين المدرسة أو صنع مطويات وصور تعبر عن هذه المناسبة، لكنهن وجدن أن كل هذه الأفكار أصبحت تقليدية ومستهلكة، وأثناء قيادتها السيارة للعودة إلى المنزل بعد انتهائها من عملها راودت الأخصائية الاجتماعية نجلاء الصرومي فكرة الصعود إلى أعلى قمة جيس برأس الخيمة برفقة معلمات ليكن أول مجموعة نسائية تصل إلى هذا الارتفاع الشاهق من القمة، وما هي إلا لحظات معدودة تسابق الزمن حتى عرضت الفكرة على مديرة المدرسة عائشة الطنيجي، التي أبدت سعادتها بالموافقة على تنفيذ الفكرة رغم المخاوف التي شعرتها بها من الصعود إلى القمة. من هنا كانت الانطلاقة الأولى لتتحول الفكرة إلى واقع.

تقول الصرومي «مع اقتراب اليوم الوطني، شغلتني أفكار كثيرة ممكن أن أصيغها كرمز جديد ومبتكر يتناسب مع هذه المناسبة، لكن فكرة الصعود إلى قمة جبل جيس ورسم علم الإمارات هناك سيطرت على أفكاري». وتضيف «بالفعل كان التنفيذ أسرع مما توقعت فبعد مخاطبتنا لجناح الجو بشرطة رأس الخيمة تم تنفيذ الفكرة في الـ19 من الشهر الماضي، وكانت نقطة الانطلاقة من ساحة المدرسة حيث حملتنا مروحية إلى قمة الجبل خلال نصف ساعة تقريبا، ليبدأ بعدها مشوار البحث عن مكان مناسب في القمة لرسم العلم بألوانه الأربعة».

وبابتسامة حب لهذه الأرض الطيبة، لم تجد الصرومي وسيلة للتعبير عن حبها لوطنها سوى أن تتحمل مصاعب ومخاطر عدة وهي في طريقها إلى قمة جبل جيس الأعلى في الإمارات والذي يصل ارتفاعه إلى 1900 متر، لترسم علم الإمارات عليه مع معلمة التربية الفنية حنان عرفة ونجلاء الضناني ومعلمة التربية الرياضية إلهام العاطف.

تعاون ودعم

توضح الصرومي «استخدمنا أثناء رسم العلم 4 علب كبيرة من الطلاء بألوان الدولة، لنحملها على أكتافنا متحملين مخاطر عدة للتعبير عن حب الوطن ولإيصال رسالتنا وحبنا لهذا الوطن الغالي على قلوبنا، فمهما قلنا أو فعلنا لن نستطيع أن نرد ولو جزءا بسيطا من عطاء هذه الدولة»، لافتة إلى أن عملية الرسم على القمة استغرقت ما يقارب 3 ساعات متواصلة من النهار سعيا لإنجاز العلم قبل الظهيرة».

تضيف «عملنا بحماس شديد على الرغم من الصعوبات الجسدية والنفسية التي واجهت المعلمات، إلا أنها تلاشت كلها بمجرد رسم علم دولتنا الحبيبة على القمة». وتتابع الصرومي «هذا الإنجاز الذي ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الكبير من تعاون جناح الجو بشرطة رأس الخيمة الذين لبوا نداء الوطن في مساعدتنا ونقلنا إلى قمة جيس والتشجيع والتحفيز من قبل مديرة المدرسة وزميلات العمل تلك العبارات التي رافقتنا لإتمام المهمة بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة».

وبعبارات مليئة بالفرح لمرور 40 عاما على قيام الاتحاد، تؤكد الصرومي «بعد إنجاز مهمة رسم العلم على القمة نسينا كل التعب والإجهاد، رسمناه بأيادينا بكل عزيمة وإصرار كهدية محبة واعتزاز لهذه الدولة الفتية». وتضيف «كان فرحنا ممزوجا بالبكاء، وحمدنا الله كثيرا، وتذكرنا دعوات الأهل والصديقات ونحن نرى ما أنجزناه في عدة ساعات، وبعد الانتهاء من المهمة صعدنا إلى المروحية وتم أخذ لقطة عامة للعلم من بعد، وقمنا بالطواف حوله عبر المروحية 3 مرات لمشاهدته من أكثر من زاوية والتقاط عدة صور له».

من جهتها، تقول مديرة المدرسة عائشة الطنيجي «طرحت الكثير من معلمات المدرسة مجموعة من الأفكار للتعبير عن حبهن بالاحتفال بالعيد الوطني فتنوعت تلك المشاركات ما بين لوحات فنية وأغان وطنية وبروشورات وإهداءات، لكن فكرة الزميلة الصرومي كانت لافتة للنظر ومختلفة نوعا ما عن البقية، وبمجرد طرح هذه الفكرة لاقت إعجاب الجميع وخاصة إنني وافقت عليها بمجرد سماعها وكم كنت متخوفة من صعودهن إلى القمة». وتتابع «كل الشكر والتقديد للمعلمات اللاتي قمن بهذا العمل الذي نفتخر به نحن أعضاء الهيئة التدريسية بالمدرسة».

جبل جيس