كما طالب سموه، في مداخلة لبرنامج الخط المباشر في إذاعة الشارقة ظهر أمس، أبناءه المواطنين بعدم الانجرار خلف أجندات خارجية تضر بأمن الوطن، قائلاً إن هذا الوطن له أسسه وتاريخه وتركيبته، وأن جذور الإماراتيين في الأعماق ومن ينخلع من الإمارات ليس له جذور.
ودعا سموه أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التكاتف والتعاون والالتفات نحو العطاء المجدي والصالح لرفعة الوطن.
كما حذر سموه من تسول له نفسه التدخل في شؤون الوطن الداخلية، قائلاً إن كل من يحاول العبث وإحداث الفوضى بهذا البلد سينال عقابه.
ولفت إلى أن هناك أشخاصاً من الخارج يحتجون على إجراءات قانونية تتخذ في دولة الإمارات العربية المتحدة، متناسين أن وطننا الإمارات يرحب بالجميع ولكن على الجميع احترام القوانين المعمول بها في الدولة، وعدم ربط الدولة بأجندات خارجية.
ووجه سموه أبناء الإمارات بقوله: “لا تتبعوا الأجندات الخارجية فأحضاننا دافئة وقلوبنا مفتوحة”، مؤكداً سموه أن ولاء وانتماء جميع أبناء الدولة المنبثق من جذورهم الراسخة وحبهم لوطنهم هو ما أسهم في ازدهار الدولة وتقدمها في مختلف الميادين.
وأضاف سموه في مداخلته: كثيرون يدعون الإسلام ويفرضون التشريعات والفتاوى، ولكن ليس لهم الحق في هذا الأمر أو في المزايدة على الإماراتيين في الدين والتشريعات، حيث إن هذه الشؤون لها أهلها من ذوي العلم والخبرة، رافضاً أن يفرض هؤلاء على الشعب الإماراتي أجنداتهم وأفكارهم.
وقال سموه: “في الأمس القريب قام أحد الأشخاص الذي تصور نفسه بأنه الحاكم بأمر الله وسب دولة الإمارات العربية المتحدة، فكان لزاماً علينا أن نرد، ونرد بكل قوة، ولن نسكت ولن نتنازل عن حقنا أبدا لأن هذا الأمر غاية في الأهمية والخطورة ولن نسمح به. كما أن العبث الذي يحدث لا يشعر به الإنسان العادي بل نشعر به نحن (..) وأقول له خذهم عندك ولا تفرض علينا أحداً”.
وتابع: “أقول لهذا الشخص خليك في حالك وخلي الناس في حالها، فالأولى أن تصلح بيتك أولا ومن تستطيع أن تؤمر عليهم، ولا تستطيع أن تؤمر على الناس الآخرين أو تصححهم بالسيف”.
كما دعا صاحب السمو حاكم الشارقة، جميع الآباء والأبناء الحفاظ على التربية السليمة والوطنية الصالحة وضبط الأمور والوقوف وقفة صارمة في وجه كل من يسيء للدولة ويحاول فرض أجنداته الغريبة على الدولة، قائلاً: “ألاحظ بنفسي العبث الذي يحصل للنشء، سواء على مستوى الجامعة أو على مستوى التربية”.
وتابع سموه: “لقد لاحظنا قيام بعض الجهات بأخذ شباب من المساجد بدعوى تدريبهم وهذا أمر مرفوض ولن نسمح لهم بأن يلعبوا بهذا البلد، هذه رسالة أقولها من هذا المنبر لكل الآباء أن يحفظوا أولادهم (..) يجب عدم ترك الحبل على الغارب، لا بد من درء هذه الفتن والوقوف وقفة صارمة أمامها”.
وقال سموه: “الإنسان في دولة الإمارات له جذوره الراسخة في أعماق الأرض ومن سينخلع منها ليس له جذور”، وذلك في معرض حديثه على رسالة “ذات مضمون تحريضي” قال سموه إنها وصلت إلى ديوان الحاكم، متابعاً: “لا بد أن تحترم هذا البلد، ولا تسيء إليه، حيث إننا في دولة تكرم الآخرين وتعلمهم وتدرسهم وتحضنهم وتساويهم بأبنائها وتجنسهم أيضاً، لكن لا نريد أن يكون مصيرها (الدولة) مثل النعجة التي ربت ذئباً لينقلب عليها ويأكلها حين يكبر”.
ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة أصحاب الأجندات الخارجية إلى الالتفات نحو شؤونهم الداخلية وعدم الربط بمسارات أخرى والتدخل في شؤون الدولة التي يسودها الاستقرار والحب والتفاهم من قمة الهرم إلى القاعدة، مشيراً إلى أن الدولة لها أجندتها وأسسها وتركيبتها السكانية التي يستوجب احترامها من الجميع.
وقال سموه: أنا لا أطالب أحداً بتقديم الولاء لهذا البلد خصوصاً أنه من المفروض أن يكون ولاؤه لنا أصلا، وليس لآخرين بهدف التخريب والتطاول عليها باللسان ومن ثم بالسيف، مستشهداً سموه بقصة موظف قدم شكوى لسموه بدعوى أنه مفصول من عمله بسبب إطلاق لحيته، غير أن هذا الكلام غير صحيح لأنه حصل على التقاعد لا على التفنيش كما أوضح سموه.
ولفت سموه إلى العطاء والتكريم والمزايا الكثيرة والمتواصلة التي يحظى بها جميع الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين عليهم احترام البلاد التي يعيشون على أرضها وينعمون بخيراتها، مطالباً سموه الأشخاص الذين وفدوا إلى هذه البلاد وعاشوا من خيراتها باحترام قوانينها ومكتسباتها وأسسها، وقال: نحن في بلد متحاب متفاهم مع بعضه من قمة الهرم إلى قاعدته.
وتابع سموه: “يا أولادي وإخواني تعالوا معنا لننفع الناس، ولنرتقي بالناس، لا تسيروا في طريق مدفوع من خلال أجندات خارجية، من فضلك تعال أقم أجندتك الداخلية، تعال أصلح بيتك أصلح فريجك، أصلح بلدك وأصلح نفسك”.
وقال سموه: هذا البلد مرت عليه حالات من الفقر والمجاعة اضطر الناس فيه لأكل الذرة، ولبسوا الخيش لكنهم لم يغادروا هذا الوطن وإذا اضطروا للعمل في البلدان المجاورة عادوا إلى أرضهم محتملين كل الظروف الصعبة لأن جذورهم ضاربة في العمق ومن يخلع منها فليس له جذور.
واختتم سموه تصريحاته بقوله: هذه رسالة أوجهها لكل الناس وهذا رد على الرسالة التي وصلتني بالأمس، وأرجوا أن يسمعها كل من عنده ذرة من التفكير، أن يعي هذا الكلام، وأنا إنسان كل همي على هذا الوطن والمواطن من صغيره إلى كبيره، كما أنها دعوة للتكاتف والعمل الصالح”.
دمت بحفظ الله
الله يديم علينا الأمن والأمان ولا يغير علينا آمين رب العالمين
والله يحفظ شيوخنا ويبقيهم ذخر لنا
على الطرح