تسعى دائرة البلدية والتخطيط في عجمان بكل ما أوتيت من إمكانات، إلى ركوب موجة النهضة الشاملة التي تشهدها الإمارة، والإيفاء بوعودها والتزاماتها بشأن استكمال المشروعات الجاري تنفيذها الآن، أو تلك التي أعلنت آنفاً عن أنها ستنفذها في عدة مناطق سواء داخل المدينة أو خارجها، في مزيرع ومصفوت والمنامة، بالرغم من تداعيات الأزمة المالية، وانعكاساتها على خطط ومشروعات الدائرة .
لم تدخر الدائرة جهداً ولا مالاً لتنفيذ هذه المشروعات، التي قالت عنها إنها حيوية ومهمة للإمارة، ولا مناص من استيفائها وإنجازها، إذا ما أريد لعجلة التطور مواصلة سيرها دونما عقبات .
فعجمان الأمس ليست عجمان اليوم، وعجمان اليوم لن تبقى كما هي في المستقبل، كما يقول المسؤولون، لأن “إيقاع التطور سريع فيها، ويحتاج إلى ضبط مستمر ليتناغم مع سلم صعود هذه الإمارة الحالمة”، سواء من جهة زيادة عدد السكان، أو توسع المساحة الجغرافية وترامي أطرافها، أو حتى على صعيد السمعة السياحية والاستثمارية لها .
وكشفت الدائرة ممثلة بإدارة المباني عن تسلم 20 بيتاً من المقاول في منطقة مصفوت تمهيداً لتفقدها، ووضع الملاحظات النهائية بشأنها، ليصار إلى تسليمها إلى مكتب صاحب السمو حاكم الإمارة، الذي سيقوم بتوزيعها على المواطنين لاحقاً، فيما يتوقع تسلم 20 بيتاً آخر في منطقة الجرف، في غضون الأسبوع المقبل، لتخضع للإجراءات نفسها، ومن ثم تسليمها للجنة المشرفة على التوزيع .
كما ذكرت الدائرة أن لديها خطة لإنشاء مركز بلدي متكامل في منطقة المنامة، يقدم جميع الخدمات التي يحتاجها القاطن هناك، دونما الحاجة للقدوم إلى المقر الرئيس وسط مدينة عجمان، وتكبد مشقة السفر والتأخير في إنجاز المعاملات المطلوبة .
وأكد المهندس خليفة الفلاسي مدير إدارة المباني في الدائرة، أن الأخيرة بصدد البدء في هذا المشروع في الربع الثاني من العام الحالي بتكلفة 5 ملايين درهم، حيث تجري الآن دراسة العروض والتعاقدات مع شركات المقاولات ليتم بعد ذلك تسليم المشروع للشركة التي يرسي عليها العقد إيذاناً بالبدء في أعمال الإنشاء، مشيراً إلى أن المشروع يحتاج إلى نحو سنة من أجل الإنجاز .
وأوضح أن المركز سيقام فوق أرض تبلغ مساحتها 7500 متر مربع، منها 750 متراً مربعاً، هي المساحة الفعلية لمبنى المركز والبقية مخصصة للمساحات الخضراء ومواقف السيارات، مؤكداً أن الغاية من إنشاء المركز تندرج في إطار توجيهات الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الدائرة بالاهتمام بالمناطق النائية، وتوفير جميع الخدمات بجودة عالية للسكان هناك، من دون الحاجة لقطع مسافات طويلة للحصول عليها .
وفي المنامة أيضاً، أوضح المهندس الفلاسي أن الدائرة بصدد إنشاء سوق للخضار والفواكه مكون من 40 محلاً تجارياً بتكلفة مليوني درهم، مشيراً إلى أن هذا المشروع لايزال في طور التصميمات النهائية التي سيتم اعتمادها قريباً، توطئة للمباشرة في التنفيذ خلال منتصف العام الحالي، على أن تستمر أعمال الإنشاء نحو سنة .
ويأتي الإعلان عن هذين المشروعين، على وقع انتهاء الدائرة مؤخراً من إنجاز مشروع توسعة سوق الخضار والفواكه في منطقة الحميدية، حيث تم إنشاء مجمع محلات تجارية جديد بتكلفة 11 مليون درهم، وبمواصفات هندسية بيئية حديثة وآمنة .
ولفت إلى أن السوق الجديدة تضم بين جنباتها 72 محلاً، منها 64 محلاً بمساحة 50 متراً مربعاً، والباقي بمساحة مضاعفة، مشيراً إلى أن هذا المشروع لاقى استحساناً كبيراً من جهة المستثمرين الذي يودون ممارسة أنشطة تجارية في السوق الذي يجاور السوق القديم والسوق الإيراني، وأن هذه الأنشطة لن تقتصر على بيع الخضار والفواكه فقط، بل ستتعداها إلى تجارة أجهزة الهواتف وتوابعها، وإكسسوارات ولوازم السيارات، ومحلات بيع العطور والإكسسوارات الأخرى .
وبين أن جزءاً كبيراً من هذه المحلات تم تأجيره منذ اللحظة الأولى للإعلان عن التأجير، وأن البقية الأخرى سيصار إلى تأجيرها قريباً بعد تحديد القيمة الجديدة للعقود، لاسيما بعد الإقبال الكبير من قبل المستثمرين .
توسعة مسجد الصناعية
وتواصل دائرة البلدية بعجمان العمل في توسعة مسجد الصناعية، وإضافة 800 متر مربع للمبنى القائم، و50 متراً مربعاً أخرى لإنشاء مكان للوضوء وحمامات، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون ونصف المليون درهم، بعد زيادة عدد المصلين فيه، سواء العمال أو السكان أو المارين، علماً أن العمل فيه سيستمر إلى نهاية منتصف العام الحالي .
وأضاف المهندس الفلاسي قائلاً “يخدم هذا المسجد الذي تشرف عليه هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، العمال بشكل عام، وعمال البلدية بشكل خاص، إلى جانب سكان المنطقة الصناعية والمناطق القريبة، لاسيما بعد أن أخذت جميع مناطق عجمان ومنها الصناعية بالتوسع، الأمر الذي دعا إلى توسعة المسجد لاستيعاب الزيادة الطارئة في عدد المصلين، وحمايتهم من الصلاة تحت أشعة الشمس” .
تطوير متحف عجمان
تتصل بذلك أعمال إنشائية أخرى في متحف عجمان، تشمل إنشاء كافتيريا لخدمة الزوار، وغرف للمرشدين والحرس والتذاكر، إضافة إلى توسعة البوابة الرئيسية له، ثم إعادة إنشاء وتطوير السور الخاص بالمتحف، وزيادة المساحتين الداخلية والخارجية له، وزيادة عدد مواقف سيارات الزوار، بتكلفة إجمالية تصل إلى نحو 600 ألف درهم .
يأتي ذلك بالتزامن مع أعمال تطويرية يشهدها سوق صالح في منطقة النخيل، تشمل صيانة وإعادة تطوير بعض المحلات والواجهات له، بحيث تحافظ على شكلها التراثي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بضرورة صيانة وتطوير هذا السوق، والحفاظ على تصميمه ليعكس تاريخ وحضارة وتراث الإمارة، ويبقى قبلة للسائحين والزوار من داخلها وخارجها .
