تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » «صناعة الحبال» مهنة تقاوم الاندثار وتفرض وجودها بمهرجانات التراث

«صناعة الحبال» مهنة تقاوم الاندثار وتفرض وجودها بمهرجانات التراث 2024.

تجذب زوار سوق القطارة ببساطتها وغرابتها

«صناعة الحبال» مهنة تقاوم الاندثار وتفرض وجودها بمهرجانات التراث

خليجيةعبيد الراشدي يمارس حرفة «صناعة الحبال» في سوق القطارة (تصوير يوسف السعدي)

تاريخ النشر: السبت 16 فبراير 2024

هناء الحمادي
(العين) – «صناعة الحبال» حرفة قديمة وتقليدية مارسها آباؤنا وأجدادنا، يحرك صانعها أصابعه للأعلى والأسفل في مشهد يدعو للانبهار والذوق الإبداعي، برغم صعوبة إمكانية تعلمها إلا أن الكثير من أبائنا وأجدادنا ترتسم على قسمات وجوههم الخبرة والمهارة في صنعها. وفي سوق القطارة بالعين الوضع مختلف فكل من يقترب من الوالد عبيد سيف الراشدي يجده يعشق التراث ويعمل به، وكعادته كل يوم يجلس في الغرفة المخصصة لحرفته، ليبدأ يومه بهمة ونشاط وسط الزوار والسياح الأجانب الذين يراقبونه عن كثب، ويتابعون كيف يمرر يده لصناعة الحبال وكيف أنه يصيغ تلك الصناعة المحملة برائحة الأرض وخضرة النخيل، فيصنع من الليف أشكالا مميزة تعبر عن رونق الماضي وجمالياته.
ويحكي الراشدي قصة هذه الحرفة الشعبية القديمة التي لم تندثر بعد، ويقول: «تعتبر صناعة الحبال من الحرف اليدوية التي أصبحت مهددة بالاندثار في الوقت الحاضر، ليحل بدلاً منها الكثير من الأنواع المصنعة، فصناعة الحبال قديماً كانت من الليف الذي يؤخذ من النخيل حيث «يُفتل» الليف ثم تُصنع الحبال منه، وبعد ذلك يمرر على النخيل ليكون ملمسه ناعما، حيث تتعدد استخداماته وأغراضه. يواصل الراشدي حديثه قائلاً «كانت الحبال في الماضي شيئا أساسيا في العديد من أنشطة الحياة اليومية. مؤكدا أنها موروث قديم، بل هي حرفة مشتركة للجميع، غير أنها في هذا الوقت بدأت تندثر تماماً ولم نعد نشهدها إلا في المهرجانات التراثية، ففي القديم لم يكن يخلو بيت من هذه الصناعة.
ويضيف الراشدي: «عملت بهذه المهنة سنوات طويلة، وهي تختلف من منطقة لأخرى حسب الأشجار الموجودة في تلك المناطق، ففي المناطق التي تكثر بها أشجار النخيل يصنعون الحبال من ليف النخيل، حيث يتم قطع ليف النخيل، ثم يغسل وينشف عبر أشعة الشمس، وهذه العملية تساعد على تفكك الليف. ليكون جاهزا للغزل بعد الغسيل والتجفيف والضرب والتمشيط.
خليجية

خليجية

وحول متطلبات الحياة وتعلمه لهذه الحرفة، يوضح الراشدي قائلاً: في الماضي لم تكن الحياة سهلة مثل هذا الوقت، حيث كان جميع السكان يتشاركون ويتعاونون في البناء، سواء كان هذا البيت من الجريد أو الخشب، مشيرا إلى أن صناعة الحبال، كانت تتم بعد مرحلة تجفيف الألياف وتفككها إلى أجزاء طولية يتم لفها وفتلها ما بين راحة الكف والقدم، حتى تتماسك بعضها ببعض، بحيث يتم لف كل قطعتين مع بعضهما البعض بين راحتي الكف، ويمكن بذلك الوصول لطول الحبل المطلوب، كما يمكن التحكم كذلك بسماكة الحبل وفقا للغرض من استخدامه، فهناك الحبل الغليظ المستخدم لربط الحيوانات، أو الغوص، أو أعمال الزراعة، أو الجر والرفع. لافتا الراشدي إلى أن الحبال المصنوعة من الليف تمتاز بالقوة والمتانة وطول صلاحية استخدامها. ويبدو أن العامة قديما لم يعتبروا صناعة فتل الحبال من الليف بالعملية الصعبة لكنها تحتاج لفترة طويلة من الجلوس في البيت لصناعتها، وربما كان هذا السبب وراء امتهان العديد من الرجال الذين فقدوا أبصارهم لهذه المهنة.
الله يرحم زمان أول ..
خليجية
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.