باحثون سياسيون: «الإخوان المسلمون» تهــــــدد استقرار الخليج باسم الدين
المصدر:
- محمد فودة – دبي
التاريخ: 10 ديسمبر 2024
صورة : 2 / 2
أكد مشاركون في ندوة نظمها مركز «المزماة» للدراسات السياسية، مساء أمس، أن جماعة الإخوان المسلمين وقوى أخرى تعمل على تشويه صورة الإمارات والدول الخليجية، وتضخيم الأخطاء الصغيرة وادعاء مواجهة الفساد باسم الدين، لهدف واحد فقط هو الوصول إلى السلطة والسيطرة على مقدرات الخليج.
وأفادوا بأن من يتحدث عن منح «الإخوان» الفرصة للحكم إما غبي أو متآمر، لأنهم حكموا في السودان 30 عاماً وأعادوها للوراء 60 عاماً، وتسببوا في تقسيمها إلى دولتين وربما أكثر مستقبلاً، كما أن بوادر حكمهم واضحة في مصر التي يجرى حديث حول تقسيمها.
التخابر مع جهات أجنبية
أكد الداعية عبدالله الكمالي، أن التعاون والتخابر مع جهات أجنبية ضد الدولة حرام شرعاً، وتصل عقوبته في الإسلام إلى حد قطع الرقبة، كما أن كشف مساوئ الدولة في الخارج معصية.
وأوضح أن هناك دعاة وصفهم بالقصاصين وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، يلعبون دوراً في التحريض وزعزعة استقرار الدول، مستخدمين الدين وسيلة، لافتاً إلى أن القرضاوي لم يتوقف عن التحريض ضد مبارك طوال الثورة المصرية، وبعد وصول مرسي انقلب فجأة، إذ طالب الشعب المصري في الأحداث الأخيرة بعدم التمرد ضد مرسي، مستنداً إلى تحريم الخروج على الحاكم بأدلة من الكتاب والسنة.
ولفتوا إلى أن دعاة مثل يوسف القرضاوي يعملون على تأجيج نار الفتنة ويناقضون أنفسهم بطريقة فجة، إذ عمد القرضاوي إلى التحريض بكل السبل ضد الرئيس المصري السابق حسني مبارك في مصر، وحين ثار الناس أخيراً ضد الرئيس المصري محمد مرسي خرج بفتوى أن الخروج على الحاكم حرام.
وتفصيلاً، قال مدير مركز المزماة الدكتور سالم حميد، الذي نظم الندوة تحت عنوان «شباب الإمارات درع الوطن» في كلية التقنية للطالبات، برعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس مجمع كليات التقنية العليا، إن هناك ضرورة ملحة للتواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر التأثر ببعض التنظيمات الخارجية التي تعمل على غسل العقول، عبر تلقينهم أفكارا غريبة عن المجتمع بغرض تفتيته والإضرار به.
وقال الباحث الكويتي مشعل النامي، إن هناك تنظيمات وجهات بعينها تستهدف دول الخليج، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى تنظيمات أخرى مصاحبة للإخوان المسلمين، كالتيار السروري.
وأضاف أن تلك التنظيمات تجتذب للأسف مواطنين خليجيين يزورون السفارات الغربية، ويتعاونون مع الخارج متأثرين بأفكار دخيلة يروجون لها لاحقاً بالتنسيق مع سفارات دول غربية، ويتآمرون مع مراكز مشبوهة تعمل تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
وأكد أن تلك التنظيمات المشبوهة تنشط في دول خليجية، وتعلن هدفا ظاهراً، لكنها تخفي أهدافا مبطنة وسرية كثيرة، مشيراً إلى أنها مجرد أدوات لتقسيم الخليج بداية من السعودية مروراً بجميع دول الخليج، في ما عدا قطر.
وحذر النامي الطلبة والطالبات من التأثر بهذه الأفكار، مؤكداً أنهم الهدف الأول لهذه المنظمات، لأنهم يدركون أن الشباب هم المستقبل، لافتاً إلى أنهم اعتمدوا عليهم في دول الربيع العربي، خصوصاً في مصر، إذ قاد الشباب الثورة لكنها سرقت منهم بعد ذلك.
وأوضح أن عملاء الغرب يتخفون في عباءات مختلفة وينشرون أفكاراً مشجعة ظاهرية، لكنها في جوهرها هدامة، مؤكداً أن التطوير مقبول ودول الخليج بها أخطاء مثل كل دول العالم، لكن هذه التنظيمات المشبوهة وعلى رأسها «الإخوان المسلمين» يضخمون من هذه الأخطاء ويستخدمون الدين في تزيين أطماعهم التي تهدف إلى الاستيلاء على السلطة فقط، مثل ما فعلوا في مصر.
وكشف أن الشخصيات الخليجية التي تتعامل مع هذه المنظمات وتستقوي الآن بالخارج هي نفسها التي كانت تنتقد سياسة دول الخليج المتقاربة مع الغرب، مؤكداً أن هؤلاء يبدون استعدادهم لتقديم تنازلات غير محدودة للغرب مقابل الوصول إلى السلطة.
وأكد النامي أن «الإخوان المسلمين» نموذج واضح للطمع في السلطة والاستئثار بجميع مقدرات البلاد، مشيراً إلى أن من يقول «امنح الإخوان السلطة إما مغفل أو متآمر، لأنهم حكموا السودان وأعادوها 60 عاماً إلى الوراء، وتسببوا في تقسيمها، ويجرى الآن حديث عن إمكانية تقسيم مصر بعد أن سيطروا على مقاليد الحكم فيها». وأوضح أن الخريطة التي وضعت لتقسيم الخليج معروفة وتشمل جميع دولها، في ما عدا قطر التي تدعم الإخوان في مصر وتغذي توسعهم في دول أخرى.
إلى ذلك، قال رئيس قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات الدكتور محمد بن هويدن، إن الحكومات لم تعد المحرك الرئيس في الدول في ظل العولمة، مشيراً إلى أن المجتمع الإماراتي المحافظ مستهدف بشراسة من جانب الإخوان وتيارات ليبرالية مغايرة.
وأضاف أن تلك التنظيمات تستهدف الشباب بشكل أساسي مثل ما حدث في مصر، موضحاً أن وضع الدول يختلف حسب ظروفها، فدولة مثل مصر عانت اقتصاديا واجتماعيا، وكان من الطبيعي أن تحدث فيها ثورة في النهاية، لكن الوضع في الإمارات مختلف بكل المقاييس، ولو كان حكم مصر رجل مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ما قامت ثورة فيها.
وأكد أن التحدي الذي تواجهه دول الخليج يتمثل في الأفكار الغريبة التي تهدد مجتمعها المحافظ، مثل فكر الإخوان، لأنه يختلف كلياً عن الفكر الإسلامي، إذ يحمل نوايا تحريضية ورغبة في زعزعة الاستقرار.
وأوضح بن هويدن أن هناك جهات بعينها تحرض ضد الإمارات، وحركت جهات مثل البرلمان الأوروبي لإعداد التقرير المنحاز ضد الإمارات، لافتاً إلى أن هذه الجهات تسعى لزعزعة استقرار الخليج في ما عدا قطر.
وطالب الشباب بالانتباه إلى ثلاث نقاط أساسية: الأولى تتمثل في الأطراف التي تحاول التسلل إليهم لخدمة مصالحها وأغراضها، والثانية الأمن الذي يميز دولة الإمارات، وتجلى في التكاتف الواضح من جميع المواطنين والمقيمين خلال اليوم الوطني، في وقت تنتشر الصراعات في دول عربية مختلفة، وأخيراً الظروف التي تحكم الدولة، وتعد من أفضل ما يكون في الإمارات.