ابو ظبي في 2 مارس / وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالأزمة السورية .. والمشهد العراقي .
وقالت افتتاحية صحيفة البيان تحت عنوان "سوريا..والأمل المغيب" .. أخطر ما تمر به الأزمة السورية في الوقت الراهن بالتزامن مع تصاعد حدة أعمال العنف يوماً تلو الآخر هو غياب حل قريب يلوح في الأفق لوقف إراقة الدماء والتي تسال كل يوم بالعشرات والمئات أمام أعين المجتمع الدولي الذي لا شك أنه يتحمل مسؤولية تاريخية إزاء ما يجري في هذا البلد العربي الشقيق.
وأضافت أنه مع إشراقة كل يوم يتحول الإنسان السوري إلى مجرد رقم فنجد إحصائية القتل تتصدر معظم الصحف من دون وجود أفق قريب لحل هذه الأزمة التي يخشى أن تمتد لظاها ليس لدول مجاورة فحسب بل للمنطقة بأسرها.
واوضحت أن أزمة النظام السوري انه يراهن على الحل الأمني الذي لن يجدي نفعاً أمام إصرار شعب كامل على نيل حريته أسوة بباقي شعوب العالم ..وتزيد من حدة الأزمة التصريحات التي تؤكد الرهان على الحل الأمني مهما كلف من ثمن أو بمعنى آخر سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها النظام الذي لم يدرك بعد دروس الماضي ولا حتى دروس الوقت الراهن ومصائر الدكتاتوريين.
وقالت إن المجتمع الدولي مطالب بممارسة دور ضاغط أكبر على النظام وحلفائه ..وعلى مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية لعب دور أكبر واستخدام كافة سبل الضغط من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا والبحث عن مخرج لهذه الأزمة المتصاعدة التي حولت المدن السورية إلى أشباح..كما أن الجامعة العربية مطالبة ببذل المزيد من الجهد للخروج من نفق الأزمة السورية المظلم وبذل كل الجهود الممكنة لوقف آلة القتل والدمار التي أتت على الأخضر واليابس.
وأضافت البيان إن استمرار العنف الدائر في سوريا خطر لا يهدد سوريا فحسب بل يمثل عاصفة ربما تأتي على المنطقة بأسرها وقد امتدت لظاها فعلاً إلى لبنان الذي يشهد صدامات واشتباكات متقطعة حصدت عشرات الأرواح وإلى غير لبنان بأشكال ومستويات مختلفة..مؤكدة إن النظام السوري وحلفاءه وكافة القوى العالمية والعربية مطالبة بمواقف جادة من أجل وقف نزيف الدم السوري والعمل لإنهاء هذه الأزمة الطاحنة التي تمثل تسونامي لا أحد يعرف ما مصير تداعياته على المنطقة كلها وربما على الأمن والاستقرار العالميين.
من جانبها قالت افتتاحية الخليج تحت عنوان "العراق في عين العاصفة" ان المتابع للمشهد العراقي تتراءى أمامه صورة سلبية وغاية في القتامة تشي بما هو أسوأ جراء تصاعد الفحيح الطائفي والمذهبي المترافق مع عمليات تفجير وقتل على قاعدة مذهبية من دون أن تتمكن القوى السياسية الفاعلة وتحديداً الحكومة من لجم هذا التوجه الخطر الذي يقود حتماً إلى الفتنة .
واضافت أن دعوات العقلاء من بعض السياسيين ورجال الدين وزعماء العشائر لم تخفف حتى الآن من هذا التطرف الذي يبدو أنه ليس مفاجئاً بل هو نتيجة تراكم مواقف وسياسات اتخذت منها بعض القوى الداخلية والخارجية مبرراً لتجييش الشارع مجدداً وإطلاق المذهبية والطائفية من قمقمها في إطار ما يجري في دول عربية أخرى وهذا التجييش ليس بريئاً إطلاقاً إنما هدفه إغراق العراق بصراع دموي لا تحمد عقباه .
وتابعت الخليج ..أن المشكلة الأساسية تكمن في ما زرعه الاحتلال الأمريكي وما خلفه من ميراث سياسي يقوم على الطائفية والمذهبية بعد أن عمل منذ اليوم الأول للاحتلال على زرع هذه الجرثومة في مكونات المجتمع العراقي .وأطلق عملية سياسية خبيثة تقوم على المحاصصة الطائفية أدت إلى ما أدت إليه من شرخ أدى إلى ضرب مكونات المجتمع العراقي الذي كان يعيش في حالة من الوئام والتداخل والانسجام .
وأشارت إلى انه مع تفكيك بيئة المجتمع واللعب على وتر الطائفيات والقوميات فقد العراق عصب لحمته وقوته وأتاح لكل القوى الطامعة به أو تلك المتلبسة لبوس الدين والتطرف أن تجد ضالتها في أن تتسلل داخل النسيج العراقي وتعمل على تمزيقه من خلال اللعب على وتر الطائفية والمذهبية وراحت تتحين الفرص والمناسبات لتجدد مهمتها كلما أحست بأن مشروعها لم يحقق أهدافه .
وأكدت الخليج في ختام مقالها أنه مهما يكن مازال الوقت متاحاً أمام العراقيين خصوصاً قواه السياسية لأن تلعب دوراً في محاصرة الفتنة ومنعها من خلال الانخراط في عمل جماعي إنقاذي وعدم المشاركة في صب الزيت على النار تحقيقاً لأهداف صغيرة على حساب وطن لم يسترد عافيته ولايزال في بؤرة العاصفة التي تستهدف المنطقة بهدف تفتيتها وإعادة تشكيلها بما يتلاءم ومصالح كل أعداء الأمة العربية.