مزارع أبوظبي العضوية تفوز بجائزة أفضل أنواع العسل العضوي على مستوى العالم
تاريخ النشر: السبت 05 مارس 2024
حققت مزارع أبوظبي العضوية المركز الأول في المسابقة العالمية للعسل العضوي التي أقيمت خلال الشهر الماضي بجزيرة صقلية بإيطاليا، وذلك بمشاركة أكثر من 186 دولة من مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال مشاركتها بعسل السدر العضوي الذي تنتجه منذ العام 2024.
وقال مصدر في مزرعة أبوظبي العضوية إن هذا الإنجاز جاء من الإرادة والعزيمة للوصول إلى منتج يحمل اسم إمارة أبوظبي للعالمية، مضيفاً أن الإمارات قادرة على الدخول في المنافسات العالمية في الإنتاج العضوي، بسبب وجود قاعدة عريضة من المزارع، وخبرات وطنية، تتجه للطريق الصحيح لتحقيق الأمن الغذائي في مختلف المنتجات الوطنية.
وأشار المصدر إلى أن المشاركة جاءت للتأكيد على أن المنتجات العضوية تستطيع دخول السوق العالمي، من خلال كمية الإنتاج الذي تنتجه المزارع والتي يصل إلى أطنان من العسل العضوي سنوياً، حيث شاركت في المسابقة التي أقيمت خلال شهر فبراير الماضي أكثر من 186 دولة، وحققت المزارع الإماراتية المركز الأول بالنسبة للقيمة الغذائية لعسل السدر العضوي، حيث تقدمت المزارع بثلاثة أنواع من العسل العضوي السدر والسمر وعسل الزهور الموسمية.
وتسعى مزارع أبوظبي العضوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات للمجتمع المحلي، ودعت المزارعين إلى الاحتذاء بها للمشاركة في تغطية طلبات السوق المحلي، والعمل مستقبلاً على تصدير منتجات محلية. وأضاف المصدر أن الإنجازات التي حققتها مزارع أبوظبي لم تكن مستحيلة لطالما وجدت الإرادة للإنتاج العضوي.
ودخلت المزارع في المسابقة التي تعقد سنوياً في صقلية بعد الدعوة التي قدمتها (biol miel) الجهة التي تنظم المسابقة حفاظاً على الاستمرار في إنتاج العسل العضوي، وبهدف الحفاظ على أنواع العسل الذي ينتج منذ ألف عام في مدينة صقلية.
وقال مصدر في المزارع إن الجهة المنظمة أرسلت خبيراً يعمل لديها للحصول على عينات من المناحل الموجودة في المزرعة، وإرسالها إلى مختبرات المنظمة للكشف عليها، وقامت العملية بأخذ بعض الأنواع وتخزينها في مغلفات خاصة يمنع فتحها إلا في المختبرات الخاصة بالمنظمة وبحضور لجنة الفحص.
وبدأت المزارع في إنتاج العسل في العام 2000 وبكميات تجارية خلال العام 2024 حينما حصلت على الاعتراف العالمي من icea منظمة الحركة الدولية للزراعة العضوية، حيث وصلت كمية الإنتاج إلى أكثر من 5 أطنان سنوياً، وطنين من عسل السدر العضوي.
وتقع المزرعة على بعد 15 كيلومتراً شرق مطار أبوظبي الدولي، وتبلغ مساحتها 55 هكتاراً، مقسمة إلى حقل مفتوح، وواحة نخيل، وغابة تحتوي كل أصناف النباتات المحلية، إضافة إلى الثروة الحيوانية مثل الجمال والأبقار والأغنام والدواجن بكل أنواعها، كما توجد في المزارع بيوت محمية لإنتاج الخضراوات والفواكه والأعشاب الطبية على مدار العام بمساحة هكتار ونصف الهكتار من البيوت الزجاجية، وقد تم تأسيس المزارع لتكون مركزاً لتجارب الإنتاج العضوي بكل أنواعه النباتي والحيواني. وحصلت على اعتراف عالمي في بداية العام 2024، وتعتبر المزرعة الأولى في الإنتاج العضوي على مستوى المنطقة.
وقال جورجيو ستراس السفير الإيطالي لدى الدولة في تصريح لـ”الاتحاد” إنه تتجه أنظار العالم حالياً إلى الزراعة العضوية الخالية من المواد الكيميائية، بعد الوعي الصحي الذي كشف عن ظهور عدد من الأمراض العصرية المختلفة، التي نجمت عن استخدامات المبيدات والمركبات الكيميائية، التي تساعد على نمو النباتات، حيث تؤثر تلك المواد على صحة الإنسان والحيوان، وتدمر الحياة الفطرية والطبيعة.
وأشار السفير الإيطالي لدى الدولة إلى أهمية المسابقة التي تم تنظيمها في صقلية، وذلك لأنها تتمتع بأهم إنتاج بيولوجي، وتسهم في المحافظة على أجود الأنواع، وذلك لحماية هذا المنتج من الغش التجاري، والمساهمة في رفع كميات إنتاجه، وتحفيز المنتجين على الاستمرار في الحفاظ عليه، مشيراً إلى أن إمارة أبوظبي حققت إنجازاً مرموقاً في الإنتاج العضوي خلال منافسة دولية لأجود أنواع العسل.
البداية
تهتم إمارة أبوظبي بالزراعة بشكل عام منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث شهدت معظم مناطق الإمارة عمليات استصلاح زراعي، لعب دوراًِ مهماً في التنمية الحضارية للدولة، وكان اهتمامه “طيب الله ثراه” بالزراعة نابعاً من حرصه على تنمية الحياة الفطرية وزراعة الأراضي.
وتعد مزارع أبوظبي العضوية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة بعد النجاح الذي تحقق في مزرعة أبوظبي العضوية، التي بدأت إنتاجها الأول بـ 100 طن من المنتجات الزراعية المختلفة، دون استخدام المبيدات أو الهندسة الوراثية.
وقال مصدر في مزارع أبوظبي العضوية إن الزراعة العضوية تتميز بعدة خصائص منها أنها تعمل على الحفاظ على استصلاح التربة ورفع خصوبتها، إضافة إلى أنها تستخدم كميات من الماء أقل بكثير من الزراعة الكيماوية، كما تسهم الزراعة العضوية في الحفاظ على الحياة الفطرية مثل الطيور والحشرات وغيرها من الأنواع التي تؤدي وظائفها الطبيعية في هذا الكون، والميزة الأهم أنها تعتبر الأجود من ناحية المذاق والعناصر الغذائية المفيدة لكل النباتات والمحاصيل التي يستخدمها الإنسان.
وأشار المصدر الى أن مزارع أبوظبي العضوية حصلت على الاعتراف العالمي من قبل منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو)، حيث أجريت عدة فحوصات على الأرض قبل إصدار الاعتماد الدولي لها للإنتاج العضوي، بدأت برغبة من القائمين على المشروع لإيجاد الإنتاج الزراعي النظيف لكل أفراد المجتمع في الإمارات والابتعاد عن الملوثات والكيماويات التي تحافظ المحاصيل المتواجدة على كل مائدة.
وبدأت زراعة المحاصيل التي تناسب الموسم في ذلك الوقت حيث أنتجت المزرعة البذور غير المعدلة جينياً أو وراثياً اللازمة لزراعة المحاصيل، وعملت المزارع على أساس تحقيق الاكتفاء الذاتي للمزرعة من خلال عملية التدوير للاحتياجات التي تتطلبها في عملية الزراعة العضوية، حيث أكد المصدر أن مزارع أبوظبي تنتج الآن أكثر من 66 صنفاً من محاصيل الخضراوات والفواكه المختلفة التي اعتقد بعض الخبراء عدم إمكانية زراعتها في إمارة أبوظبي.
وكانت العزيمة والإرادة الوطنية في توفير المحاصيل الخالية من المواد الكيماوية، لها دافع كبير في تحقيق النجاح للتجربة العضوية في أبوظبي، والتي سجلت كأول تجربة زراعة عضوية معترف بها عالمياً على مستوى دولة الإمارات.
كما تحتوي المزارع على منتجات أخرى حيوانية لإنتاج اللحوم والألبان والأجبان والدواجن، وكذلك للاستفادة من مخلفات تلك الحيوانات وإعادة تدويرها في عملية الإنتاج الزراعي.
جريدة الإتحاد