دعا إلى استلهام القيم والمثل العليا للقادة المؤسسين
حمدان بن زايد: صرح الاتحاد بني على قواعد راسخة تحقق التنمية المستدامة
حمدان بن زايد (الاتحاد)
تاريخ النشر: الأحد 02 ديسمبر 2024
أبوظبي (وام) – وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية كلمة عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين فيما يلي نصها:
«إن اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة هو ذكرى عزيزة علينا نستمد منها ونستلهم القيم والمبادئ والمثل العليا التي أرساها القادة المؤسسون لهذا الصرح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وأخوه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات الذين اتخذوا بعون الله وتوفيقه ذلك القرار التاريخي بتشييد صرح الاتحاد على أسس وقواعد راسخة كان لها الأثر العميق في تعزيز التنمية المستدامة وبناء المواطن علمياً ومعرفياً وتقنياً وقد حمل راية المسيرة التنموية المباركة من بعدهم قادة متميزون أدركوا ببصيرتهم الحادة شروط ومتطلبات المراحل الجديدة وضاعفوا من جهودهم ومساعيهم الحثيثة نحو ارتقاء سلم الريادة والتميز وبلوغ القمة لتحقيق آمال وتطلعات أبناء هذا الوطن العزيز.
إن التزام دولة الإمارات بسياستها المتبعة في العقود الأربعة الماضية بمد يد العون إلى الشعوب الأقل حظاً، والمتضررين من حالات الطوارئ سواء من الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان وبالرغم من ازدياد حدة التحديات التي تواجه شعوب العالم اليوم من فقر وجوع وكوارث وحالات طوارئ إلا أن دولة الإمارات ستستمر ببذل أقصى جهد نحو المساهمة في بناء المجتمعات الفقيرة وإعطائهم فرصة نحو حياة أفضل من خلال دعم المشاريع التعليمية وبناء المدارس والمعاهد والمستشفيات ومشاريع البنية التحتية المختلفة والتخفيف من أثر حالات الطوارئ على المتضررين من خلال تأمين الغذاء والمأوى والصحة والتعليم.
إن دولة الإمارات ملتزمة بالاستجابة إلى الحالات الإنسانية الطارئة فقد استجابت لعدد من الأزمات الإنسانية خلال العام الماضي ومنها المساهمة في إغاثة ضحايا المجاعة في القرن الأفريقي ودعم اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية واللبنانية وتقديم المساعدات الإنسانية لمعالجة الأوضاع المتأزمة في اليمن وإغاثة آلاف المتضررين من الفيضانات في باكستان والتخفيف من حدة أزمة الجفاف في منطقة الساحل الأفريقي وغيرها الكثير من حالات الطوارئ، كما قامت الجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية الإماراتية باتخاذ خطوة هامة خلال العامين الماضيين على صعيد توحيد الجهود الإغاثية وذلك بالعمل من خلال إطار فريق إغاثي إماراتي موّحد للاستجابة للأزمات الإنسانية، الذي من شأنه تنسيق الجهود ومنع ازدواجيتها.
وهكذا عملت الإمارات في الداخل على بناء الإنسان وتحقيق سعادته ورفاهيته وتوفير كل أسباب التقدم والنماء له باعتباره ركيزة كل بناء وتنمية وهدفها في آن.
إن اليوم الوطني الحادي والأربعين هو مناسبة لأن نحشد قوانا لرفعة وتقدم الإمارات والحفاظ على مكتسبات المواطن التي تحققت عبر أربعة عقود من الجهد والعمل الدؤوب ووفاء لقيادة عملت ليل نهار لتوفير كل أسباب المنعة والرفاهية والنمو للمواطن والوطن بل ولكل من يعيش على أرض الإمارات الطيبة.
إننا اليوم نستشعر أهمية صيانة مكتسبات وطننا أكثر من أي وقت مضى ونحن إذ نطل على تحديات الماضي نرنو بأمل إلى مستقبل أكثر اشراقاً لجيلنا الحاضر ولجيل الغد ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.
إن الإنجازات البيئية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر عنواناً بارزاً من مقومات النهضة الحضارية الشاملة حيث وضعت الدولة البيئة في مقدمة اهتماماتها وسنت القوانين والتشريعات المناسبة لحمايتها ووظفت الدولة أحدث التقنيات وأكبر الإمكانيات المادية في خدمة المشاريع البيئية مما أدى إلى تنامي الإحساس بضرورة الاهتمام بالبيئة وسلامتها وحفظها نظيفة للأجيال القادمة.
أما على صعيد المنطقة الغربية فقد شهدت خلال السنوات القلائل الماضية نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية واجتماعية وسياحية كبيرة وذلك في إطار حرص واهتمام القيادة الرشيدة بتنمية وتطوير المناطق النائية في كافة أرجاء الدولة وتحويلها إلى مدن عصرية حديثة.
كما بدأ العمل في تنفيذ محطة الطاقة النووية في منطقة “براكة” الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس وما الزيارة التفقدية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفخامة الرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا مؤخراً إلى موقع “براكة” لإنشاء محطات البرنامج النووي السلمي لإنتاج الكهرباء في الدولة والواقع في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، إلا دليل على الأهمية التي تحظى بها المنطقة الغربية من حيث اجتذابها لأكبر المشاريع الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في الدولة.
وفي الختام أغتنم هذه الفرصة لأتقدم لمقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة،حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى إخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، حفظهم الله، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى شعب الإمارات الوفي ولكل مقيم على أرض هذا الوطن الذي استظل بفيء ظلاله الوارفة ظلال المحبة والسلام والأمن والأمان بأسمى آيات التهنئة بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين».
التخطيط الصحيح .. ثمرته أنجاز عظيم
الله يعطيك العافيه