البقرة ،كيفية إعطاء البقرة الحليب ،البقرة تجتر الطعام
البقرة: من الحيوانات المجترة للطعام
منذ آلاف السنين، كانت هناك حيوانات محددة لا تستطيع حماية نفسها جيداً ضد أعدائها الأقوى والأعنف. وحتى تؤمن استمرارية بقائها طورت هذه الحيوانات طريقتها في الأكل. فأصبحت تختطف بعض الطعام، وتبتلعه بسرعة بدون مضغ ثم تعود إلى مخبئها الهادىء لتمضغ الطعام في وقت فراغها. هذه الحيوانات تدعى «مجترة للطعام» وكل الثدييات التي هي أكثر نفعاً للإنسان هي مجترة. وهي تشمل الأبقار، والأغنام، والماعز، والجمال، واللاما، والغزلان، والظباء.
هذا ما يجعل ممكناً للبقرة أن تمضغ اجترارها. لدى البقرة ـ كسائر الحيوانات المجترة ـ معدة معقدة ذات خمسة غرف. هذه الغرف هي: الكرش، والنسيج الشبكي (معدة ثانية)، والقبة (معدة ثالثة)، والمعدة الحقيقية، والأمعاء. كل واحدة من تلك الغرف للمعدة تقوم بشيء ما مختلف للطعام. عندما تبتلع الطعام، يحول إلى كرة خشنة ويذهب إلى الكرش، الذي هو أكبر الغرف الخمسة. هناك يجري العمل على ترطيبه وتطريته ومن ثم يمرر إلى النسيج الشبكي (المعدة الثانية). هنا يحول إلى كرات، أو «طعام مجتر» من حجم مناسب.
بعد أن تكون البقرة قد أكلت، تذهب لترقد أو ترتاح بهدوء في مكان ما. في هذا الوقت تتقيأ الطعام من النسيج الشبكي وتعيده إلى الفم. الآن تمضغ البقرة طعام الاجترار للمرة الأولى. بعد المضغ تبتلع الطعام من جديد فيذهب إلى المعدة الثالثة. من هنا، يدخل الطعام إلى المعدة الحقيقية حيث تحدث عملية الهضم. الجمال تختلف عن الأبقار بأن ليس لها معدة ثالثة. البقر ليس لديه أسنان في الفك العلوي. بدلاً منها، تكون اللثة في شكل وسادة قاسية تمسك الأعشاب عبر حواف الأسنان الأمامية السفلية. وعندما ترعى البقرة، تستعمل حركة جانبية للرأس لقطع الأعشاب بهذه الطريقة.
كيف تعطي البقرة الحليب؟
إن الحليب هو الطعام الذي اعتاد عليه الناس منذ العصور القديمة ولذلك طوروا حيوانات محددة لتوريد كميات كبيرة من الحليب. ونحن نعتمد على البقر لتوريد معظم حليبنا، لكن الأغنام في اسبانيا مثلاً هي إحدى الحيوانات الرئيسية المنتجة للحليب. والقبائل الصحراوية تعتمد على الجمال من أجل الحليب وفي البيرو، اللاما هو حيوان منتج للحليب. هناك بلدان عديدة تستعمل شعوبها حليب الماعز. والحليب هو السائل الذي تفرزه الغدد الثدية للحيوان كطعام لصغاره في الفترة التي تلي الولادة مباشرة. إنه يحل محل الدم الذي زود الصغير بالغذاء قبل أن يولد.
يختلف تركيب الحليب قليلاً باختلاف أجناس الحيوان التي تنتجه. لكنه يحتوي دائماً على الدهن، والبروتين، والمعادن، والكاربوهيدرات. بالإضافة إلى أن حليب كل حيوان يحتوي على أملاح مختلفة حسب احتياجات صغاره وكلما ازدادت سرعة نمو المولود الجديد، كلما ازدادت الأملاح في حليب الأم.
يتضاعف الوزن الأصلي للبقرة عند الولادة في 47 يوماً لهذا فإن حليب البقر هو غني بالبروتينات والأملاح ويجب أن يذوب بالماء لتغذية الأطفال حديثي الولادة. الحليب الذي تنتجه البقرة يختلف اعتماداً على عوامل عديدة أحدها سلالة البقرة وبنيتها. والآخر هو الوقت بين مواعيد الحلب. والحليب الأخير الذي يسحب عند كل حلبة هو أغنى بالدهن من الباقي. وهكذا، إذا لم تحلب البقرة بالكامل، فمن المحتمل أن يكون لديها حليبٌ أكثر دهناً في المرة القادمة. وحيث أن طعام الخضار هو المصدر الرئيسي في الفتيامينات للبقرة، فحليب الصيف يكون عادة أدسم من حليب الشتاء عندما لا تستطيع البقرة التجول في المرعى. ويحتوي كل ليتر من حليب البقرة 110 غرامات من الغذاء الجامد.
>
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله