بسبب تحسن الطقس وزيادة الأشواط وتنوع المسابقات
7 آلاف زائر يتابعون الفعاليات التراثية وإقبال المشاركين والسياح على مهرجان الظفرة فاق التوقعات
زائرتان تلتقطان صوراً لفعاليات المهرجان (تصوير عمران شاهد)
تاريخ النشر: الثلاثاء 18 ديسمبر 2024
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) – شهدت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الظفرة، إقبالاً كبيراً من ملاك الإبل من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن، حيث شارك في فعاليات المهرجان أكثر من 1500 مالك، بما يزيد على 25 ألف ناقة.
وقد ازدحمت أرض المهرجان بالعديد من العزب المؤقتة التي جاء أصحابها للمشاركة في فعالياته بشكل واضح للعيان، كما غصت منصّة العرض خلال اليومين السابقين بالمشاركين لمتابعة فعاليات المزاينة، إضافة إلى تدفق العديد من الزوار إلى السوق الشعبي والمسابقات التراثية المقامة على هامش المهرجان الذي يعد مناسبة سنوية لإحياء التراث والتعريف بالثقافة البدوية.
وحرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان على الانتهاء من التجهيزات كافة والترتيبات اللازمة لإنجاح فعاليات المهرجان من خلال السعي الدؤوب للتوسع والإضافة إليها، وذلك عبر مجموعة من الفعاليات التراثية، في طليعتها مسابقة مزاينة الإبل ومسابقة الحلاب ومزاد الإبل وسباق الهجن التراثي ومسابقة السلوقي، وغيرها، ما ساهم في استقطاب المهرجان لأعداد كبيرة من السياح والزوار نظراً لما يمثّله من معنى حقيقي لروح البداوة والإرث الثقافي.
وقد اجتذبت الفعاليات التراثية المتنوعة المقامة على هامش فعاليات مهرجان مزاينة الظفرة للإبل أكثر من 7000 زائر ومشارك خلال الأيام الثلاثة الماضية، سواء من داخل الدولة أو بقية الدول العربية والجاليات الأوروبية الموجودة في الدولة.
وقد ساهمت أيضاً الأجواء المناخية وانخفاض درجات الحرارة، بجانب تساقط الأمطار ما بين الخفيفة والمتوسطة، على أغلب مناطق المنطقة الغربية، ومنها موقع مهرجان مزاينة الظفرة للإبل، في مضاعفة أعداد الزوار والمشاركين.
وحسب عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في المهرجان، فإن الأيام الثلاثة الماضية شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار والمشاركين وعشاق التراث، تجاوز عددهم أكثر من 7 آلاف شخص، كان للسوق الشعبي النصيب الأكبر منهم، وذلك بفضل ما يقدمه السوق من منتجات تراثية نالت إعجاب الجميع، وتعكس عمق التاريخ وروعة التراث من خلال المشغولات اليدوية والأعمال التراثية التي تقدم للزوار، مضيفاً أن اللجنة المنظمة تتوقع تزايد الأعداد خلال الفترة القادمة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال سالم إبراهيم مدير المهرجان، إن زيادة الإقبال الجماهيري اللافت في الدورة السادسة للمهرجان، ترتبط بشكل رئيس بزيادة أشواط مزاينة الظفرة وإضافة مسابقات تراثية أخرى مميزة.
فقد أضافت اللجنة المنظمة للمهرجان العديد من الفعاليات الجديدة، وقامت ببعض التعديلات لتلبي طموحات جميع المشاركين، حيث تم رفع عدد أشواط مزاينة الإبل إلى 70 شوطاً، بعد أن كان عددها 56 شوطاً في الدورة السابقة، وشملت أشواط مزاينة الإبل الـ 14 التي تمت إضافتها في الدورة الحالية، 12 شوطاً فردياً، وشوطي جمل (شوط محليات أصايل عام، وشوط عام مجاهيم).
وتشمل الأشواط الفردية الإضافية 6 أشواط محليات أصايل، و6 أشواط مجاهيم، وذلك من سن المفرودة إلى الحايل، وبشكل مفتوح للشيوخ، ومن يرغب من أبناء القبائل.
وأضاف قائلاً: “وصلت الأشواط إلى (70) شوطاً، بالتزامن مع زيادة مجموع الجوائز لما يقارب 47 مليون درهم، وذلك بغرض استيعاب المشاركات المتزايدة التي تعكس الأهمية الكبيرة للمهرجان”.
وأشار سالم إبراهيم مدير المهرجان، إلى أن أشواط الفردي المفتوح تسمح لمن يشترك فيها بالاشتراك في شوط بينونة والبيرق، بينما لم تسمح بذلك في الدورات السابقة، ما أعطى الفرصة لملاك الإبل الجدد للمشاركة في الشوط العشرين، فزاد من عدد الفرص أمام الملاك الجدد. وحول كثافة التسجيل، قال مدير المهرجان إن اللجنة المنظمة اعتمدت هذا العام نظاماً جديداً يقوم على رفض التسجيل مسبقاً، بعد أن أثبتت تجارب الدورات السابقة أن المشاركين يقومون بتغيير خياراتهم أكثر من مرة، فقررت إضافة أسماء الأشواط على البوابات، حيث يدخل المشارك الإبل التي سيشارك بها إلى الشوط الذي يقرر المشاركة فيه، وبعدها نقوم بتسجيله بعد أن شارك بالفعل، فنخفف الضغط على النظام ونحصي بشكل دقيق عدد المشاركين. كما تم التغلب على أي عقبات نتيجة الخبرة المتراكمة للجان التنظيمية التي تمكنت من تسخير الخدمات كافة والجهود التنظيمية للمشاركين.
وتمكنت اللجنة كذلك من التغلب على مشكلات تتعلق بمحاولة البعض التحايل على قوانين المسابقة، فمثلاً يجلب بعضهم إبلاً مهجنة ويقوم بقص شعرها، علماً بأن القوانين المنظمة تمنع الإبل الحليقة من المشاركة، منعاً لأي تداخل بين الأصلية والمهجنة.
كما أن أرضية المهرجان المهيأة منذ خمس سنوات من ناحية البنية التحتية الدائمة والمؤقتة، ساهمت هي الأخرى في زيادة أعداد المشاركين، وأيضاً أمل أصحاب الإبل في تحقيق صفقة مربحة، خاصة أن المهرجان ضم أعداداً كبيرة من ملاك وعشاق مزاينة الإبل من جميع دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى حرص اللجنة العليا المنظمة للمهرجان على توفير احتياجات المشاركين كافة وتلبية جميع المتطلبات اللازمة وتقديم أنواع الدعم كافة للمشاركين، وهي أمور كلها جعلت المهرجان يحظى بإقبال كبير ومتزايد، ما يؤكد أنه نجح في تحقيق أهم أهدافه التي ترمي إلى تعزيز التراث في نفوس الجيل الجديد.
كما أن الخدمات المتطورة التي اكتسبت خبرات متراكمة من السنوات الماضية، مثل خدمات المطاعم والخدمات التي يحتاجها المهرجان وضيوفه، أسهمت كلها في توجه الملاك إلى المهرجان وبأعداد كبيرة.
كما أن المهرجان استطاع تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأهالي والإخوة في دول مجلس التعاون، فكنا نسمع ببعض الأسماء المشهورة من ملاك الإبل، واليوم نتعايش معهم ونتحاور، كما ساهم مهرجان الظفرة في تحريك الاقتصاد وتوطيد العلاقات الاقتصادية وما يترتب عليها من علاقات أخرى، وتمكن من تحريك رؤس أموال داخل الدولة من خلال وسطاء تجاريين إماراتيين مكلفين من قبل ملاك إبل خليجيين.
فوائد بالجملة لأهالي «الغربية» من المهرجان
أشار سالم إبراهيم مدير المهرجان، إلى أن مهرجان الظفرة يحقق جوانب إيجابية لأهالي المنطقة من خلال التعامل معهم في توريد خدمات معينة، مثل الطعام والخيام والأكلات الشعبية المصنعة من قبل ربات البيوت، الأمر الذي يوفر دخلاً جيداً خلال فترة المهرجان للعديد من الأسر في المنطقة، إضافة إلى ما يوفره السوق الشعبي من فرص للأسرة المنتجة وسيدات الإمارات، بل والمجتمع الخليجي عموماً، من فرص استثمارية وبيع أدوات ومشغولات ومعدات تراثية وعطور وصناعات يدوية، ليس هذا فقط، وإنما بفضل الله والقيادة الرشيدة تم دعم ملاك الهجن في المنطقة الغربية برصف الشوارع في الغربية بالأسفلت وإنارة العزب وتمديد مياه الشرب داخلها.
مسابقة جديدة خاصة بالسيارات الكلاسيكية
قال سالم إبراهيم مدير المهرجان، إنه سيتم ضمن الفعاليات الجديدة في الدورة الحالية للمهرجان، تنظيم مسابقة جديدة خاصة بالسيارات الكلاسيكية.
وتتضمن هذه المسابقة شروطاً عدة، منها قِدم السيارة والشكل والطراز ومدى الحفاظ عليها، فضلاً عن إدخال تعديلات على السوق الشعبي الذي يعرض المشغولات والصناعات اليدوية العريقة.
ويضاف إلى ذلك، تنظيم مزاينة أفضل أنواع التمور للمرة الأولى في هذه الدورة، بالتزامن مع مسابقة تغليف التمور السنوية.
ما شاء الله ..
الله يعطيك العافيه