لقاء المربي الكبير بوحارث مع جريدة الاتحاد . 2024.

عندما نشر أبو الحارث إعلانا في إحدى الصحف المحلية ليساعد في انتشار هوايته المفضلة، لم يكن يدري أنه سيحقق هدفه المنشود بسرعة كبيرة· فقد انهالت عليه الاتصالات الهاتفية لعدة أيام من قبل أشخاص دفعهم فضولهم للاستفسار عن ماهية الإعلان، الذي احتوى على صور لماعز تبدو وكأنها مشوهة تحت أسماء غريبة مثل شكلها·

عزبة أبو الحارث
بعد أكثر من محاولة للاتصال بأبي الحارث تمكنا من التحدث اليه وترتيب موعد لزيارته في عزبته بالوثبة حيث يربي أغنامه· في البداية اصطحبنا في جولة لمشاهدة ”الحلال” أي الماعز، فرأينا الكثير منها·
يقول أبو الحارث، والذي يعمل في التجارة الحرة بما فيها تجارة الحلال حاليا، إنه بدأ في تربية الماعز قبل أكثر من عشر سنوات، إذ كانت بالنسبة له هواية يحبها، ومن خلالها تعرف إلى أنواع الماعز وسلالاته ومواصفاته فأصبح من الخبراء القلة بهذا المجال في الخليج العربي قبل أن تتحول الهواية إلى تجارة مربحة· أبو الحارث تخصص في تربية الماعز الشامي الأصلي الذي يقول إنه تعرض للتهجين في بلاده، حيث لم يهتم أحد بسلالاته الأصلية مما أثر على شكله وصفاته الوراثية وأصبح هنالك خلط للأنواع، في حين أن هذه السلالات وجدت من يحافظ عليها ويهتم بها في دول الخليج العربي لاسيما السعودية والكويت والإمارات·

عالم الماعز
ويشكل أصحاب الاهتمام بأنواع الماعز وسلالاته مجالس وأسواقاً خاصة بهم· وثمة مجالس لعرض السلالات النادرة وبيعها وشرائها يتم فيها تداول أخبار البيع والشراء أصبحت تنتشر في السعودية والكويت والبحرين وقطر·

وللماعز أنواع فمنها ”العربيات” التي توجد بكثرة ومنها ”العارضيات” نسبة لمنطقة العارض، ثم ”المشاريك” وهي ماعز مهجنة، وهناك ”السوريات” وهي الأغلى سعراً وتتراوح قيمتها بين 5 آلاف درهم وحتى 400 ألف درهم للرأس الواحد·

وقد زاد من انتشار هذه الهواية إطلاق أول موقع على مستوى الوطن العربي عبر شبكة الإنترنت العالمية يختص ببيع وتسويق الماعز وتحديداً سلالة ”السوريات” التي امتازت بها مدينة حائل السعودية، فانتشرت في باقي دول الخليج وخصوصاً الكويت وقطر· وقد أصبح الموقع وسيلة التواصل بين المهتمين بتربية الماعز السورية من خلال تقديم العروض في العرض والطلب وأسعار الفحول و”العناق” أي الأمهات و”الطراح” أي المواليد الجدد، ويحتوي عدة خدمات من العروض الشخصية إلى العيادة البيطرية وأنواع السلالات وعروض الفيديو وخدمات الإعلان·

الشامية الأصلية
ويؤكد أبو الحارث أن هناك سمات معينة يجب أن تتوفر في الماعز الشامي، منها: المظهر العام، حيث يجب أن يكون ذا هيكل قوي وأرجل طويلة، إضافة إلى حالة الجسم· وأن يكون مفتول العضلات ممتلئا وأكثر الألوان المرغوبة هي البني والأسود· إلا أن الألوان الأخرى مقبولة والاختيار حسب تفضيل المربي وطلب السوق·

الشعر يجب أن يكون طويلا ولامعا وخاليا من الطفيليات، أما الرأس وهو الأكثر تمييزا للماعز الشامي فيفترض أن يكون مدورا· والعيون لا بد ان تكون معبرة وذات أجفان ضيقة لحماية العين من الغبار، ولون القزحية المفضل هو الأبيض لكن الألوان الأخرى كالأصفر والبني والأحمر مقبولة· اما الرقبة فيجب أن تكون طويلة وتنساب بسهولة الى الظهر·

ولا يميّز السلالات إلا قلّة من المحترفين والخبراء في تربية ”السوريات”، يحفظون جيداً كافة السلالات، ويعرفون التفاوت في الجودة والندرة والتي تؤثر على القيمة بين سلالة وأخرى، ويكادون يتفقون جميعاً على أن السلالة الناتجة عن الفحل ”تايسون” والماعز ”شيهانة” هي الأغلى لكونها الأندر والأجود والأكثر طلباً بين المربين والهواة·

الإنتاج والأسعار
أما بالنسبة لإنتاج الرؤوس الأصلية للماعز فهي ليست عملية سهلة لكن الفحل الشامي الأصيل ينتج رؤوسا أصيلة نادرة، وهي غالية الثمن وتباع بأسعار مرتفعة · فالرأس يباع من 20 ألف درهم فما فوق، هذا بالنسبة للمواليد الجدد· أما إذا كان نادرا جدا فيباع بحوالي 50 ألف درهم، وهو ما ينطبق على الماعز ”مهواش ولد تاريخ ولد الميدان ولد المعتدل” الذي يمتلكه أبو الحارث، ويقدر سعره بـ 50 ألف درهم ومن إنتاجه ”الكاسكوة” التي بيعت طرحا جديدا عمرها أربعة أيام بمبلغ 20 ألف درهم، وأخوها ”مرهب ولد مهواش” الذي بيع بمبلغ 25 ألف درهم·