لعل أبرز هذه المواقع التاريخية هي القلاع والحصون والأبراج المنتشرة في إمارات الدولة كافة على طول الساحل وفي المناطق الداخلية، وقد بنيت هذه القلاع والحصون والأبراج من قبل العرب الذين سكنوا أراضي الإمارات قديما، لأهداف إدارية ودفاعية، أو كمقرات للسكن في حين تستخدم الأبراج للمراقبة والحماية وخصوصا في مناطق الواحات.
واستخدم العرب قديما مواد مختلفة لصناعة القلاع والحصون والأبراج، تبعا لبيئة المنطقة التي تنتمي إليها مثل الحجارة والطين والقش وسعف النخيل، حيث تختلف المواد المستخدمة في البيئة الجبلية عن البيئة الصحراوية أو الساحلية، وكانت القلاع والحصون تتخذ أشكالا مربعة أو دائرية أو مخروطية.
اليوم، تحرص الجهات المعنية على المحافظة على التراث والمباني التاريخية في جميع إمارات الدولة، عبر عمليات الترميم والصيانة، والمحافظة عليها من العوامل الخارجية، حيث يعود تاريخ بناء معظمها إلى مئات السنين، ما أدى إلى محافظة هذه المعالم على شكلها الخارجي الأصلي، مع تحول العديد من هذه المباني إلى متاحف أو وجهات سياحية على امتداد الدولة.
رموز وطنية
تشكل القلاع والحصون وأبراج المراقبة رموزا مهمة لتاريخ الإمارات، فقد تم استخدام صور بعض هذه المعالم على العملات النقدية وكشعارات من قبل بعض الجهات الحكومية والخاصة، كما يوضح محمد عامر النيادي، مدير إدارة البيئة التاريخية في متحف العين الوطني، مؤكدا أن سبب احتفاظها برونقها وشموخها منذ مئات السنين هو الاهتمام الكبير من قبل الجهات المختصة في الدولة، والمتابعة المستمرة والدورية من حيث صيانة وترميم هذه المواقع.
ويبين النيادي أن معالجة وترميم القلاع والحصون وأبراج المراقبة يتم عن طريق استخدام المواد نفسها التي صنعت منها هذه المباني سابقا، حتى تحافظ على شكلها الخارجي الأصلي، ومن ثم يتم توظيف هذه المواقع الأثرية في أغراض ثقافية وسياحية.
قصر الحصن
يحظى قصر الحصن وهو أقدم المباني التاريخية في أبوظبي، بأهمية خاصة، كونه شهد ملامح تأسيس إمارة أبوظبي، وقد تم تشييده قبل أكثر من 200 عام، وأمر ببنائه في ذلك الوقت الشيخ شخبوط بن ذياب، الذي حكم أبوظبي في الفترة ما بين 1793 إلى 1816 ليكون القصر مقرا للأسرة الحاكمة، ويقع القصر في وسط مدينة أبوظبي، وتحديدا في شارع زايد الاول، واستخدم قصر الحصن في الماضي لحماية شواطئ المنطقة، ما جعله من مراكز الدفاع الرئيسة.
يتكون القصر من القلعة القديمة وبرجين مربعين وآخرين دائريين، وقد تم ترميمه عامي 1976 و1985 بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بهدف المحافظة عليه من الاندثار، لما يشكله من أهمية كبيرة في تاريخ إمارة أبوظبي، وقد عزز القصر من المكانة السياسية للعائلة الحاكمة في تلك الحقبة، كما كان مركزا لسكان المنطقة لمقابلة الحكام والتحدث إليهم.
وتزامن إنشاء قصر الحصن مع بناء حصن «جسر المقطع» الواقع كذلك في أبوظبي، وقد كان الهدف من بنائه إنشاء برج للمراقبة لرصد أي تحرك معاد، وإعطاء السكان الفرصة لمواجهة الأخطار.
مدينة القلاع
شكلت القلاع والحصون وأبراج المراقبة في مدينة العين زخما تاريخيا كبيرا للمدينة، أصبح بمرور السنوات مزارا للأجيال الحالية، فهذه القلاع والحصون والأبراج هي أكثر مايميز مدينة العين من معالم أثرية، ففي عام 1816 تم بناء قلعة «المريجب» في المنطقة الواقعة بين القطارة والمسعودي في العين، بهدف الدفاع عن المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي، وتتكون القلعة من قاعة استقبال وبرجين أحدهما للمراقبة، إضافة إلى 66 غرفة للإقامة.
وفي عام 1948 تم بناء «قلعة المربعة» وسط مدينة العين، والتي كانت تشكل مركز تجمع لسكان المدينة، كما تم استخدامها كسجن في فترة من الفترات، وتضم مدينة العين مجموعة أخرى من القلاع المهمة مثل قلعة «الحصن الشرقي» التي تم بناؤها عام 1910، وقلعة «مزيد» التي بنيت خلال القرن التاسع عشر بهدف حماية الحدود بين أبوظبي وعمان.
وتتميز في العين كذلك قلعة «الجاهلي» التي تعد إحدى أكبر القلاع في دولة الإمارات، وتوصف بأنها أجمل قلاع العين للزخارف الجصية التي تزينها، وكانت القلعة مقر الإقامة الصيفي للعائلة الحاكمة، وتم تشييدها أواخر القرن التاسع عشر، وقامت هيئة أبوظبي للتراث في أواخر عام 2024 بتجديد القلعة وترميمها، لتضم صالة للفعاليات الثقافية ومركزا للمعلومات السياحية، ومعرض صور دائما للرحالة البريطاني «مبارك بن لندن» أو «ويلفرد ثيسجر»، الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في رحلات استكشافية، وقام بالتقاط مجموعة كبيرة من الصور خلال رحلاته، والتي يتم عرضها في هذا المعرض، وقد كان «ثيسجر» صديقا مقربا للمغفور له الشيخ زايد.
وفي العين مجموعة أخرى من المواقع التاريخية الأخرى مثل «قلعة العانكة» المكونة من طابقين تعلوها شرفات مثلثة الشكل، و «برج المسعودي» المكون من طابقين ويقع في منطقة المسعودي، و «قلعة سجيا» الواقعة جنوب مدينة العين، و «قلعة ظفير».
قلعة الفهيدي.. درع حامي لدبي
في دبي تعتبر قلعة «الفهيدي» من أهم المواقع الأثرية، وقد تم تحويل القلعة التي بينت عام 1787 ، إلى متحف وذلك بعد تجديدها عام 1971، وكان الهدف الأساسي من بنائها إنشاء درع واق لدبي من أي اعتداء محتمل من البر أو البحر، وتضم القلعة اليوم معروضات قيمة تصور تفاصيل حياة سكان دبي قديما، وصورا للمنازل والمساجد القديمة، وأدوات صيد اللؤلؤ، وغيرها من المعدات التي تستخدم في الزراعة والصناعة.
وفي منطقة ديرة في دبي يقبع «برج نهار» المبني سنة 1870 ، لأغراض حماية السكان قديما، وقد تم ترميم هذا البرج وتزويده بحدائق جميلة منذ عام 1992، وهو حاليا مكان مثالي للتنزه ويؤمه الكثير من السياح والعائلات يوميا، كما تقع «قلعة نايف» الأثرية بالقرب من منطقة ديرة أيضا، ويرجح أن هذه القلعة تم بناؤها قبل 100 سنة، وهي تتميز بالنقوش المعمارية الجميلة على بوابتها.
حصن الشارقة
لم تشكل الحصون والقلاع في الدولة إرثا تاريخيا وحسب، بل تجلت في بعضها معالم الزخرفة العربية الأصيلة، مثل «حصن الشارقة» المبني عام 1820، والذي تميز بطرازه المعماري اللافت، وشكل الحصن كبقية الحصون في الدولة مكانا آمنا لسكان إمارة الشارقة قديما، وحاليا تم تحويله إلى متحف.
وشهدت الشارقة منذ القدم إقامة مجموعة كبيرة من الأبراج مثل : برج دبا، برج حصن الغيل القريب من منطقة كلبا، والبرج الكبير على طريق الذيد والشارقة، إلى جانب قلعة علي بن راشد وقلعة عيسى بن جرش التي يعود تاريخها الى 130 عاما.
شكرا ع المعلومات الهامةوالشيقة
لا نستطيع قراءتها مرة ونعلق عليها بكلام
لكن نحفظها بالمفضلة ونعود إليها كلما أردنا أن
نعرف معلومة أو نبحث عن شىء من التراث
ربى يسلمك
تحياتي
علي الموضوع