وهكذا انطلقت القافلة السعيدة مستقلة (الباص الأزرق الميمون) +( الاستيشن الموعود) الي صلالة أرض الخضرة والجمال والمميز من الأشجار والحلال ، تضم القافلة الأجداد ، والأبناء وزوجاتهم وأطفالهم ، والأنساب ..وكان طريق الذهاب عبر العين …نزوى.. ثم طريق صلالة الدولي المعروف وكان السير ليلا طيبا مريحا لولا ،معاناة الشواب في الباص، من شقاوة وصياح الصغار ومشاكلهم .
كان من ضمن الشواب في الرحلة السعيدة أحد قدامى محبي وهواة تربية الحلال نسيبي بومحمد رحمه الله .
وصلت القافلة السعيدة صلالة الخضراء وتم استئجار فلتين متجاورتين واستقرت الأسر بعد ان قطعت المسافات و في حي السعادة أكتملت لها البهجة والمسرات .
في اليوم الثاني ابتدات الجولات السياحية بين الاودية والعيون ، والجبال الخضراء حيث المناظر والسكون . وكان أجمل ما يشد الأنتباه ويلفت الأنظار ويجعل ركب القافلة يتوقف للتصوير والاستفسار …؟
هو منظر قطعان الماعز الصلالي الجميل وهي تتنقل بخفة ودلال تلتهم العشب الاخضر الذي كسى السهول والتلال.
وفي لحظة حب وانجذاب وتعلق قلب الهاوي بذات التحجيل والخضاب ؟
قرر النسيب (بومحمد ) أن يشتري عنزات طيبات ولودات حلوبات!!
موقف عجيب؟؟؟
مررنا بعدة رعاة ولكن كانت المفاوضات عسيرة ، فالعنزات اللتي يختارها بومحمد ليست للبيع ، يمشي بومحمد وراء القطيع ويفاوض الراعي ، ولكن تفشل المفاوضات ، وتتعسر الصفقة عدة مرات .
وفي يوم ميمون وفي طريق العودة بعد العصر توقفنا عند احد المخيمات البدوية في السيح الممتد بين مدينة صلالة والجبال .
بيوت القبيلة عبارة عن خيام ، حولها مراح الحلال ، (النوق ، والماعز ) ولديهم سيارات نقل والحلال وفير …
بدأ بومحمد ومعه ام محمد يشاوران على العنزات ويفاوضان على الشراء ، وانا اراقب واسمع واشارك …شد انتباهي شيئين الأول (قدر كبير على نار الحطب فيه لحم ) انها وجبة العشاء تطبخ كان الوقت قبل الغروب بقليل ..
والشئ الثاني الذي شد انتباهي هو صعوبة المفاوضات ورفض صاحبة الحلال بيع عنزات كان يختارها بومحمد …حيث كان يدور حوار ونقاش بين افراد عائلة البدو بلغتهم طبعا التي لانفهمها (لغة هل صلالة الجبيلة ) .
ولكن في النهاية ينجح بومحمد في انتزاع الموافقة على بيع عنزتين طيبيتين تحت كل وحدة تبيع حديث الولادة (بو ايام ) .
رجعنا لبقية افراد القافلة الميمونة ومعنا العنزات فهلل الجميع واستبشر ، وخاصة انهم لمحو ضروع العنزات وهن بالحليب ممتلئات .بينما فرح الصغار بالصخلات الصغيرات ولمحت في عيونهم بريق الاستعداد للمقالب والشقاوات .
جهز بومحمد للعنزات مظلة من (البليوت) تقيهن المطر في حوش إحدى الفلل ، وقامت ام محمد بالحلاب كل يوم وهي مستمتعة مبتهجة بدعوات الكبار والصغار والرجال والنساء على هذا الكرم العربي الأصيل ، فقد اكتملت الصورة واصبحت القافلة السعيدة تعيش أجواء الخريف وتشرب لبن العنزات الطازج اللذيذ ، ولكن لأ احد فينا فكر في طريق العودة ومفاجآته ؟!
طبعا أخبرونا العرب انه يلزم لأخراج العنزات الصلاليات من عمان الي الإمارات ، الحصول على ترخيص من وزارة الزراعة !
وبدأت رحلة بومحمد الثانية وانا معه من إدارة رسمية لأخرى حتى نجحنا والحمدلله في استخراج الاوراق المطلوبة للتصدير.
وكما أن لكل شي نهاية فقد جاء يوم العودة للديار، ومفارقة تلك الربوع الخضار و استعدت القافلة الميمونة لرحلة العودة حيث تم بالليل تحميل (الكشار ) الشنط والأغراض الأخرى في الباص وعلى سلة الأستيشن ، وتم حجز (الدبة ) للضيفات الجديدات وأولادهن وتم تجهيزها بفرشها (بطربال) نايلون ،وتم رفعه من الداخل الي قرب سقف السيارة من خلال ربطه بالمسكات فوق البابين الخلفيين للسيارة ، حتى يصبح عازل بين الركاب والضيفات في الخلف ، وروائحن البرية الممتزجة بحشائش الخريف الخضراء الندية ؟
انطلقت القافلة في الطريق مع الصباح الباكر وكنت اسوق سيارة الاستيشن ، وبجانبي بومحمد وعلى محياه تعابير الفرحة والنشوة بعودته للدار وهو مصطحب معه هذا الصيد الطيب والحلال المميز الذي كان نادر الوجود عند المربين في ذلك الوقت .(أذكرهن كانت عنزة بيضا مبقعه ، والثانية صفرا جميله كأنها غزال) . وفي الكرسي الخلفي ثلاثة من الشباب .
ومضينا في الطريق ولكن بعد مرور الساعات الاولى بدت المعاناة ، وحدث مالم يكن أحد من الشباب الموجودين بالسيارة يتمناه؟!
حين تجاوزنا منطقة الجبال ودخلنا المنطقة الصحراوية الحارة ، قمنا يتشغيل المكيف ، ولكن بعد فترة قليلة اصبحت الرائحة لاتطاق ولم ينفعنا الحاجز (النايلوني ) بشيئ ، ولم نجد حلا لتلك النازلة سوى اغلاق المكيف وفتح النوافـــذ ، وقلت لهم (اعتبرو اعماركم ياشباب في مغامرة بالربع الخالي لمدة نص يوم ، وانشاء الله بومحمد بيعوضكم في البلاد بعشاء طيب من لحم التويس لي متفيزر ورا ويا امـــه ؟؟!!)
طبعا الجميع ساكت ومتحمل الحـــررر والريـحة ، كله من اجل خاطر بومحمد واحتراما لشيبته ، وفعلا كما قيل (الأسفار تسفر عن أخلاق الرجال ) .
وتمضي القافلة ويحل وقت الظهر في ذلك الطريق الأجرد المصهد وتميل الشمس ذات اليسار وتتسلل اشعتها الحارة الي مقاعد الدرجة الخلفية . ويرتفع لهاث الركاب هناك (العنزات واولادهن ) ، بينما انظر الي الشباب وهم يعيشون المغامرة عبر لف أنوفــهم بغــترهم التي على رؤوسهم اتقاء للفح الهواء الخارجي والرائحة القادمة من درجة الرّكــاب الخلفية (حينها تذكرت رجال الطوارق في الصحراء الكبرى على ظهور نياقهم البيضاء متلفعين بأرديتهم الزرقاء ).!
توقفنا عند محطة البترول (أعتقد في ادم أو هيما ) ذهبنا للخلف نستطلع حال الضيوف ،ونسقيهم ماء كانت حالة الصغار صعبة بسبب حرارة الجو ، انزلناهم معنا الي المطعم بللنا اجسادهم بالماء . ثم بعد التشاور ، قررنا نقلهم الي درجة الفيرست كلاس ؟
الي الباص المكيف لينعما بالنوم في سرير مريح (كرتون بفك عمان ).
وانطلقت القافلة تغذ السير وتقطع الفيافي والقفار، عبر أودية وجبال نزوى وعبري وصولا الي الديار . ولكن ما اشاع جو الحزن وافسد فرحة الوصول الي مشارف حدود الدولة المباركة هو نبأ موت احد التيسين الصغيرين ، طبعا من أثار تعب النهار وحرارة الجو ،_ وإن كانت هناك شكوك من بومحمد بأن الأمر لايخلو من رائحة مؤامرة دبرها الصغارية ، فقد كان الباص المحروس نصف ركابه تقريبا من شلة بو ثمان سنين ونازل ؟؟!!
وصل ركب القافلة السعيدة الي الديار في الهزيع الأخير من الليل بحمدالله وتوفيقه ، ووصلت كل عائلة الي منزلها أمنة مطمئنة ، وكان اسعد الواصلين طبعا النسيب بومحمد وزوجته واولاده فقد عادو بكنز ثمين وحلال يحسدون عليه من قبل الجيران ومربي الحلال .
وتنفس الشباب في الاستيشن الصعداء _ كما تقول العرب _ واماطو عن وجوههم اللثام ومنــُّو بطونهم بلذيذ المرق والإدام … وخلدو في ذاكرتهم مغامرة لاتنسى بين صلالة والإمارات.
آرجو ان تنال هذه القصة اعجابكم ….والي اللقاء في قصة أخرى عن مغامرات هل الامارات مع الأغنام العمانيات .
والسمــــوحة
وذكرتنا بايام صلالة الجميلة مع العائلة واهم شي شقاوة الاطفال
يا أخي. سفرات صلاله. كلها قصص ومواقف حلوة
من سنين ما سرت صلاله. سرناها في
بدايات شبابنا كانت صلاله على طبيعتها البدويه. ومرة سرنا سكنا بخيم في السيح. كان مسموح أول. التخييم
بس ياريت لو اكرمتنا بصور الشباب وهم متلثمين ههههههههههه