تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حياة طيور النورس

حياة طيور النورس 2024.

حياة طيور النورس

خليجية

المجال الحيوي للنورس هو الفضاء ، وإذا صادف نورسان فريسة في الهواء (حشرة)
فهما يتسابقان عليها تحليقا وتحويما وحذقا ، حتى إذا حصل أحدهما عليها التهمها لقمة
سائغة خلال طيرانه .
وقد سجلت سرعة النوارس بالنسبة إلى أنواعها وأوضاعها المختلفة بين 30 و80 كيلومتر
في الساعة .
وفي استطاعة النورس أن يمد جناحيه الطويلين ويطير لساعات دون أي جهد .
ولم يتمكن الإنسان من ابتكار حيلة هندسية تضاهي حركة جناحي النورس الهوائية.
وعند هبوب النسيم تبدو النوارس وهي عائمة في الفضاء كأنها لوحة رسام .
وهي تستطيع التحليق ضمن التيارات الهوائية الدافئة والصاعدة للأعلى أو في خطوط
المراكب البحرية ، مبقية قوائمها تحت ريشها لادخار الطاقة ، وريش النورس منسق في
طبقات لتأمين أفضل عزل للعوامل الخارجية ، في حين أن قوائمه تحميها صمامات صغيرة
تنقل الدم الدافئ إلى أصابعه الشبكية .
قليلة هي الكائنات الحية التي تستطيع هضم الأطعمة الغنية التي تأكلها النوارس ، وبينها التوت
والشعير وبذور اليقطين من النبات ، والفئران الميتة والعوالق البحرية والعث والذباب
والجنادب والسلاحف من الحيوان .
في ولاية يوتاه الأمريكية التهمت أسراب النورس عام 1848م معظم الجنادب التي تهدد
المزروعات فما كان من جماعة المورمون الدينية إلا أن أقامت في مدينة سولت ليك سيتي نصبا
يعلوه نورسان .
وإلا معدته الفولاذية يتمتع النورس بمنقار غافر ومريء ضخم يجتمع فيه ثلث وزنه تقريبا ،
ويقول أحد المراقين أنه شاهد نورسا يحلق في الفضاء وقد تدلت من فمه قائمتا أرنب .
والنوارس تشرب المياه المالحة بفضل غدتين خاصتين في رأسه تتوليان تحليه المياه وفرز
الملح من الفم . وتتجلى قدرة الله عزوجل في خلق هذه الطيور في اندفاعها إلى الأمام والوراء
على الشاطئ ، تبعا لحركة الموج ، وهي تصيد السراطين والرخويات .

في الربيع تطير النوارس جنبا إلى جنب طلبا للحماية المتبادلة خلال فصل التكاثر .
وتختار شاطئا خاليا أو جزيرة مهجورة ويختار كل ذكر قطعة الأرض الخاصة به ويفرض سلطانه
عليها ، وما أن تفد أنثاه حتى يتزاوجا ويحفرا عشا في التراب . ومعظم النوارس تحافظ على
أنثاها مدى الحياة ولا تسعى إلى غيرها . وقد حار العلماء في هذه الطيور طويلا وفي السر
الذي يمكن أحد الشريكين من معرفة الآخر، حتى ، حتى اكتشفوا أخيرا أن العلامة الفارقة في
بعض الطيور هي دائرة ملونة حول العين ، وللتأكد من ذلك صبغوا تلك الدوائر بألوان أخرى
مما أدى إلى كسر زيجات سعيدة . وإذا كان الطائر جديدا في أرض التكاثر أو حديث البلوغ، فهو
ينتظر مجيء شريكة. وتفد الإناث الأبكار أسرابا إلى ذلك الموقع وهي تسعى بدورها إلى البحث
عن ذكر .
وإذا وقع نظر أحداها على ذكر في موقع حسن حطت لتوها وراحت تنفض ذيلها .
والنوارس من الطيور التي لا تتملق . فإذا لم يعجب الذكر بالأنثى أبعدها فورا عن حدوده،
والأنثى هي التي تأخذ بزمام المبادرة في العادة . وبإطعام الذكر للأنثى يبرهن الذكر على
قبوله إياها واستعداده لتزويدها بالطعام ويتم التزاوج وخلال ثلاث أسابيع تضع الأنثى ثلاث
بيضات في العش .
وفي فترة الحضانة التي تدوم شهرا بعد التفقيس تعيش الفراخ تحت خطر غزو الثعالب
والقنافذ وبنات عرس والأفاعي والغربان ، وخصوصا النوارس الأخرى .
إلا أن الثلاثين بالمائة التي تبقا من تلك الفراخ تنمو بسرعة وهي تتغذى من مكان خاص في منقار
كل من أبويها . ولا يغادر الوليد مسقط رأسه إلا بعد اكتمال نموه ، علما أن ريشه الأصلي المرقش
يستغرق سنوات ثلاث قبل أ، يكتسي ألوان البلوغ وهي الأبيض الناصع والرمادي والأسود .
والنورس البالغ يعمر طويلا لأنه لا يشكل فريسة لأحد . وقد تعرف علماء الطيور على نوارس
علموها قبل بعلامات قبل عشرين سنة .

ومن العسير التصديق أن النوارس كادت أن تنقرض في بعض الأمكنة قبل قرن واحد من الزمن .
إلا أنها صمدت أمام محاولات جامعي بيوضها فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة ،
وأمام محاولات مسمنينها في بريطانيا تمهيدا وإعدادا لطهوها كالإوز لتتوسط الموائد الفاخرة .
ثم جاء عصر القبعات النسائية الفاخرة والمزركشة ، ومع طغيان اللون الأبيض على الأذواق
باتت النوارس على الساحل الأمريكي الشرقي عرضة لبنادق الصيادين .
لكن النجدة كانت آتية ، ففي العام 1896م شنت مجموعة من نساء بوسطن حملة على صيد النوارس
عبر ممثلي الشعب ، وأسفرت تلك الحملة عن حمل النواب على إصدار قانون ينص على حماية تلك
الطيور الجميلة من الصيادين . وعادت النوارس إلى التكاثر في أمريكا الشمالية حيث توجد
اليوم 25 فصيلة من أصل فصائلها الثلاث والأربعين . وهي تنظف الشطان والأماكن العامة
من الأوساخ.
فيما تشكل فضلاتها سمادا للمراعي الساحلية والمزارع القائمة فوق الجزر .
إلا ثمة نوارس تعتدي على الطيور الأخرى ، خصوصا على الخراشن الضعيفة التي تنتمي
إلى عائلة النوارس نفسها . وقد حاول علماء الطبيعة ، بدرجات متفاوتة من النجاح ،
حماية مناطق استيراد الخراشن من غزو تلك الفصيلة المعتدية . إلا أن محاولة ثقب البيوض
آلت إلى إخفاق عندما وضعت النوارس المزيد من البيض . ما لبثت أن اكتشفت الطعوم
المسممة وباتت ترفضها .
ولقد امتد خطر النوارس إلى معيلها الرئيسي ، الإنسان ، عندما اقتحمت أسرابها مجاثم الطائرات
وسدت محركاتها النفاثة مما أدى إلى أحداث قاتلة . ويتعين على دوريات مكافحة النوارس
في المطارات تعقبها باستمرار ، لأنها متى توقفت عادت تلك الطيور لتعوق المحركات .
ولكن من حسنات النوارس أنها تنظف بعض الأمكنة العامة وتخصب التربة .
وهكذا تستطيع الاستمتاع بهذه الطيور المفيدة والذكية والجميلة وهي تحلق عاليا في الفضاء .

موضوع مميز أخي العزيز : عيسى المميز

ودائما تتحفنا بكل ما هو جديد ومفيد

تحياتي الغالي

خليجية
((طرح جميل أخي العزيز))
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة net3040 خليجية
موضوع مميز أخي العزيز : عيسى المميز
ودائما تتحفنا بكل ما هو جديد ومفيد
تحياتي الغالي

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقين خليجية
خليجية
((طرح جميل أخي العزيز))

خليجية

مشكوور على الموضوع المميز
جزاك الله خير علي المعلومات المتميزة والمفيدة ,,, الابداع عنوانك فى أنتظار الجديد والمميز منك
خليجية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MR_BJ خليجية
مشكوور على الموضوع المميز

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلهوب خليجية
جزاك الله خير علي المعلومات المتميزة والمفيدة ,,, الابداع عنوانك فى أنتظار الجديد والمميز منك

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.