تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تشجير الشوارع والأحياء من أهم خطوات تحقيق التوازن البيئي

تشجير الشوارع والأحياء من أهم خطوات تحقيق التوازن البيئي 2024.

يمنح المدن مظهراً حضارياً ويمنع الأتربة والغبار

تشجير الشوارع والأحياء من أهم خطوات تحقيق التوازن البيئي

خليجيةتشجير الشوارع يمنح المدن قيمة جمالية وصحية (تصوير حسام الباز)

تاريخ النشر: الثلاثاء 12 فبراير 2024

لا شك أن الرقعة الخضراء، تعد عنصراً ووسيلة هامة لإعادة التوازن في البيئة التي تشهد انتهاكاً صارخاً في مواردها الطبيعية، نتيجة موجة التمدين التي تجتاح الكثير من الدول، وما خلفته من أثار سلبية على الكائنات الحية، وعلى الإنسان على وجه الخصوص، الذي ظل يبحث عن أجواء أكثر نقاوة، إلا أن كثيراً من الدول الحديثة أدركت مخاطر جرف الغطاء النباتي في الإخلال بتوازن الطبيعة والبيئة، الأمر الذي جعلهم يتوجهون إلى استزراع الأراضي من خلال إحياء التربة مجدداً، فأفردت مساحات واسعة وممتدة من الأشجار والشجيرات في تناغم جمالي بديع، فما أن تجوب شوارع الأحياء السكنية حتى تجد نفسك في حديقة غناء، ممتدة على طول الشارع المقابل للمساكن، التي التحفت واجهاتها بمساحة ممتدة من الأشجار وارفة الظلال والمزدانة بالزهور التي عادة ما تبدأ في الكشف عن روعتها في فصل الربيع، وهذه السلسلة الخضراء من النباتات ساهمت في منح المدن منظر حضاري لافت.
خولة علي (دبي) – حول هذا النمط من التنسيق الزراعي، يشير الخبير الزراعي يونس عزيز قائلاً: «نجد أن المدن الحديثة أصبحت تتوجه نحو زيادة الرقعة الزراعية من خلال تجميل الشوارع الرئيسية منها والفرعية، بالإضافة إلى شوارع الأحياء السكنية، وذلك رغبة في كسر جمود الأبنية والكتل الخرسانية، وإكساب هذه المساحة بعض المكونات الجمالية الحية، التي يظهر تأثيرها بشكل كبير على الأجواء المحيطة، ومدى الهدوء والراحة الذي سرعان ما يتسلل إلى نفوس المارة الذين يمتعون أنظارهم بذلك التنسيق والترتيب الجمالي التي تظهر عليه مجموعة من الأشجار والشجيرات على طول امتداد الشوارع وعلى كلا جانبيه».
ويوضح يونس عزيز: يتم انتقاء هذه الشجيرات بعناية من قبل المختصين بحيث تقوم بدورها ووظيفتها على أكمل وجه من حيث منع الأتربة والغبار والدخان المنبعث من المركبات من أن تصل إلى المنازل، وكذلك تعمل على تحفيف الضوضاء والإزعاج الذي قد يصدر عن المركبة، كما تعمل على تجدد الهواء، وتجعله أكثر نقاءً وصفاءً، كما أنها تتميز بأوراق مقاومة لالتصاق الأتربة والغبار، فهي دائماً خضراء بهية متجددة، وقد أصبح تشجير الضواحي والأحياء السكنية، نقطة هامة في عملية تجمل المدن، وجعل السكان أكثر قدرة على الاستمتاع بالأجواء الخارجية وممارسة أنشطتهم الرياضية من دون مشاكل أو إزعاج، متخذة التصميم الهندسي البسيط للسير على وتيرة واحدة في تزيين وتجميل شوارع الأحياء السكنية، حيث زرعت الشجيرات الورقية القابلة للتشكيل والمزهرة طوال العام، مع وجود مساحات خضراء لا بأس بها حتى تكون محطة للجلوس عليها واستمتاع المرء بالطبيعة.
خليجيةخليجية
تناغم الألوان
ويتابع يونس عزيز: عادة ما تزرع الشجيرات في مجموعات، بحيث تكون متوافقة في قيمتها التنسيقية من ناحية اللون والارتفاع وغزارة نموها.
ويتم زراعتها في صفوف متقاربة، مع ترك مسافة كافية بين كل شجيرتين بحيث تكفي لتتخذ كل شجيرة شكلها الطبيعي المميز لها، لنلمح تناغم الألوان وتوافقها في المجموعة الواحدة من الشجيرات، حيث تتشابه في طبيعتها، فهي مستديمة الخضرة، ولها قدرة على تحمل ظروف البيئة المحلية الحارة، ونجدها في مجاميع متوازنة ومتناغمة تسير على وتيرة واحدة فلا تتفوق أي مجموعة على المجموعات الأخرى المجاورة لها.
ويوضح عزيز قائلاً، إن من هذه الشجيرات التي تستخدم في عملية تزيين شوارع الأحياء السكنية، نجد شجيرة الآراك فهي مثالية في تشجير الطرق الخارجية وفي مشاريع التجميل كونها شجيرة قابلة للقص والتشكيل وعادة ما تستخدم كأسوار نباتية، ما تمنحها قدراً من الترتيب والتنظيم والجمال في مظهر المجموعة الشجيرية التي تحيط بها سور الآراك، كما تستخدم في تغطية بعض عيوب أشجار النخيل مثل ظاهرة انفجار الكريب، حيث تتم زراعة الآراك حول شجرة النخيل بحيث تصبح في ارتفاع ملائم، ومن ثم يتم تهذيبها وتشكيلها حول جذع النخلة لتغطية العيب.
شجيرات الجهنمية
ويضيف يونس عزيز: كما تستخدم أيضاً شجيرات الجهنمية التي نجدها منتشرة وبكثرة في هذا النمط من الزراعة التجميلية للشوارع، نظراً لكونها مزهرة ومستديمة الخضرة ويصل طولها إلى 6 أمتار، فهي تصلح كمتسلق أو كشجيرة، فهي كثيرة التفريع، وأوراقها دائمة الخضرة، بسيطة، متبادلة معنقة، بيضاوية الشكل كاملة الحواف لونها أخضر داكن، والأزهار صغيرة عديمة المنظر، ولكن القنابات الكبيرة الملونة التي تحيط بالأزهار، هي التي تكسبها المنظر الجذاب والجميل، وهي متعددة الألوان فمنها الأبيض والأحمر والبنفسجي والبرتقالي وأحياناً مزدوجة الألوان. والجهنمية تضم أكثر من 20 صنفا، كما نجد بعض الأصناف المهجنة التي تأتي بأحجام مختلفة، وتكون مكتنزة بزهورها مما تشع بهجة وجمالاً، وما يزيد من قيمتها التنسيقية أنها تفضل الأجواء الدافئة الرطبة إلا أنها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وتنمو تحت أشعة الشمس المباشرة وتتحمل الرطوبة مع مقاومتها للجفاف. وعدا شجيرة الجهنمية، يمكن زراعة شجيرة الياسمين الهندي لرائحتها وجمال منظرها، ويمكن تربيتها على هيئة شجيرات تظهر بشكلها الطبيعي المتهدل والمقوس، فكل فرع منها يحمل إكليلاً من الزهور البيضاء فتمنح المكان تنوعا وجاذبية.
شجيرة الدفلة
ويشير يونس عزيز قائلاً: «من بين مكونات تشجير الشوارع والأحياء السكنية نجد شجيرة الدفلة، وهي أيضاً مستديمة الخضرة، وتعتبر من أهم الشجيرات المستخدمة في مجال الزراعة التجميلية لجمال أزهارها وإمكانية نموها في الأراضي المالحة والقلوية غير جيدة الصرف، ويمكن زراعتها كأسوار مزهرة على جوانب الشوارع في صف واحد أو صفين بحيث تكون المسافة بين الصفوف «مترين»، وبين الشجيرات داخل الصف الواحد أيضاً «مترين». و الأزهار عادة ما تتكون في نهاية الأفرع، وهي إما مفردة أو مزدوجة ذات ألوان متعددة تتراوح بين الأبيض والوردي والقرنفلي والقرمزي حسب الصنف. وهي من النباتات القليلة الانتشار وتوجد نامية برية طبيعياً ببعض مناطق الدولة».
ولمنح المكان قيمة تنسيقية عالية يتم زراعة أشجار النخيل على امتداد الشارع نظراً لكونها لا تعمل على حجب المنظر أمام المركبات، فهي مثالية في تشجير الشوارع، ومنها أيضاً نخيل جوز الهند والتي أيضاً تجود بالمناطق الساحلية، حيث تتحمل درجات ملوحة مرتفعة، ويوجد منها أصناف طويلة وقصيرة وهجين وتصل ارتفاعها من 27 إلى 30 متراً، وأوراقها ريشية الثمار تظهر في عناقيد، وهي من أشجار النخيل التي تتحمل الملوحة المرتفعة.
كما تشمل الأشجار المستخدمة في التشجير أيضاً، أنواعاً أخرى من النباتات منها الألبيزيا والنيم والفيكس وأشجار التيولب الإفريقي والتابوبيا والجاتروفا والتيكوما، بالإضافة إلى الزهور المستديمة والحولية، ويتم توظيف هذه النباتات ضمن تصميم مدروس ومريح لتحقيق العديد من الأهداف الجمالية والبيئية.
أشجار النارجيل
يقول الخبير الزراعي يونس عزيز: «أما أشجار النارجيل، فتحتاج إلى جو دافئ وتعتبر درجة 27 م هي الأنسب لنموها، بارتفاع أو انخفاض 6 – 7 درجات مئوية، ويمكنها أن تتحمل درجات حرارة أعلى بشرط عدم انخفاض نسبة الرطوبة عن الحد المناسب. ويجود النارجيل في كثير من أنواع التربة الجيدة الصرف، ولكن يفضل زراعته في التربة الرملية وعلى السواحل الرملية. كما تفضل أشجار النارجيل الجو الرطب حيث تحتاج إلى رطوبة نسبية لا تقل عن 60%. وعموماً تفضل أشجار النارجيل الجو المشمس، حيث يساعدها على النمو الجيد عكس المناطق المعروفة بالغيوم والتي يقل فيها معدل النمو.
خليجية
خليجية
كـــلام سليم 100 %
تسلم على الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.