الصيد بالسلق.. مهارات تجدّدهـــا«فزاع التراثية»
- محمد عبدالمقصود – دبي
التاريخ: 04 مارس 2024
طرق الصيد التقليدية موروث تجدده سنوياً بطولة «فزاع للصيد» بالسلق. تصوير: عبدالله الحبسي
يقف متابع بطولة «فزاع للصيد» بالسلق، التي تشهد منطقة «سيح الدحل» في دبي منافساتها، وصولاً إلى جولتها الختامية في 19 مارس الجاري، شغوفاً بحماسة المنافسة بين مقتني كلاب السلق المخصصة للصيد، محترفين وآخرين هواة اكتسبوا كثيراً من خبرة المشاركة على مدى الدورات السابقة من البطولة. لكن مصدر الدهشة الأهم، هي أن أياً من الغزلان التي تلعب دور الطريدة في كل جولة، تعود سالمة رغم ظفر أحد السلوق المشاركة بها في كل جولة، وارتفاع وتيرة الإثارة والحماسة، الأمر الذي لا يعود فقط إلى توفير واقٍ خاص ذي مواصفات محددة يتم وضعه على كل سلق، بحيث يضمن إقصاء أنيابه عن جسد الطريدة، بل أيضاً بسبب المهارات الجديدة التي يتم تدريب السلوق عليها في عمليات الصيد، بحيث تتم السيطرة على الطريدة من دون التمادي في إيذائها.
نفى مدير إدارة بطولات «فزاع التراثية»، عبدالله حمدان بن دلموك، وجود أية خسائر تتعلق بنفوق أو إصابة أي من الغزلان التي يتم الدفع بها في سباقات بطولات «فزاع للصيد» بالسلق على اختلاف دوراتها، وأشار إلى أنه يتم إيلاء عناية خاصة بعنصر سلامة الطريدة، تماشياً مع القوانين المعمول بها في الدولة بشأن الحفاظ على الحيا الفطرية. وأضاف بن دلموك أنه «عادة ما يتم الاستعانة بغزال وحيد على مدار مختلف أشواط البطولة، قبل أن يتم تسليمه وعودته إلى المحمية»، مشيراً إلى أن «كثيراً من هواة هذا اللون التراثي يقومون برحلات صيد خارجية عندما يتطلعون إلى الاستمتاع بكامل طقوس الصيد».
وأكد بن دلموك أنه «لا تراجع في ما يتعلق ببطولة فزاع للصيد بالسلق عن طريقة الصيد التقليدية التي ظلت متبعة في الإمارات ومنطقة شبه الجزيرة العربية، في عصور ندر فيها توافر السلاح، وكان السلق هو الأداة المثلى للصيد، وكان حينئذ وسيلة لكسب القوت اليومي في كثير من البيئات البعيدة عن الساحل.
وكشف مدير إدارة بطولات «فزاع التراثية» في مكتب ولي عهد دبي، عبدالله حمدان بن دلموك، أن «مهارات السلوق المشاركة ترتفع بشكل مطرد سنوياً»، لافتاً إلى أن «لحاق السلق بالطريدة كان يحتاج في الأعوام السابقة إلى نحو 1600 متر في المتوسط، وهو أمر تقلص كثيراً في سباقات هذا العام، رغم أننا لم نصل إلى المرحلة الختامية بعد التي ستقام في التاسع من مارس الجاري».
سلامة
ذكر بن دلموك أن «الطريدة في جميع الشواط تعود سالمة، نظراً إلى أن سلامة وحماية البيئة الفطرية تأتي في مقدمة الأولويات التي تصان في الدولة، وهو أمر شدد عليه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي بطولات «فزاع»، ورغم أن كثيراً من المحترفين يمارسون هواية الصيد بالسلق خارج البلاد بكامل دائرتها بما يشمل سيطرة السلق بالكامل على الطريدة، فإن البعض منهم تمكن من الانسجام مع عوامل السلامة التي توفرها قوانين البطولة للطريدة، فأصبح يدرب سلوقه على مهارات السيطرة على الطريدة، من دون تعريضها للأذى، لاسيما أن بعضهم يحرص أيضاً عندما يكون في رحلات صيد خارجية على ألا ينال السلق من الطريدة التي تصبح بعد ذلك طعاماً شهياً لا تعافه النفس البشرية».
ونوّه بن دلموك بالإقبال المتزايد لهواة هذه الرياضة التراثية للاشتراك في النسخة الحالية من البطولة، فضلاً عن تطور مهارات السلق المشاركة. وأضاف: «المتتبع لمهارات السلق المشاركة سيجد أن هناك تميزاً كبيراً في ما يتعلق بالمهارة والسرعة في محاولات اللحاق بالطريدة، ما يعني أن المشاركين ترسخ لديهم ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة اقتناء السلق المدربة والماهرة، بغرض المشاركة في البطولة وليس الاقتناء المجرد».
شريحة إلكترونية
أشاد بن دلموك بدور الشريحة الألكترونية التي استحدثتها اللجنة المنظمة في تحديد السلق الفائزة والترتيب العام، فضلاً عن الكاميرات الدقيقة المثبتة لتحديد مواقيت الانطلاق الصحيحة، مضيفاً أنه «تم إلغاء مشاركة سلقين بناء على دقة الرصد الإلكترونية التي أثبتت انطلاقهما قبل إطلاق طلقة بدء السباق، وهو أمر كان يتسبب في مشكلات واعتراضات من قبل الهواة بشكل خاص قبل اعتماد تلك الآليات الدقيقة في التحكيم». وعلق بن دلموك على أسباب تأجيل الجولة الختامية بقوله: «بعد الجولات التمهيدية التي حفلت بمزيد من الإثارة والندية هذا العام كان من المهم اعتماد فاصل زمني مناسب لإراحة السلق المشاركة والحفاظ على قدراتها الفنية».
وأشار إلى أن «هذه البطولات تأتي في إطار دعم سموّ ولي عهد دبي، وتأكيداً من سموّه على أن هدف إقامة هذه المسابقات هو الارتقاء بموروث الدولة وإظهاره بالصورة المشرفة تعزيزاً للهوية الوطنية، مشيداً في الوقت ذاته بتنامي الإقبال على المشاركة في البطولة، سواء من داخل الدولة أو من دول مجلس التعاون».
وكشف رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة، سيف الزفين، أن «عدد السلوق التي تم الدفع بها في هذه البطولة بلغ 342 سلقاً مقسمة بين 265 في فئة الهواة و78 لفئة المحترفين» وأضاف: «بلغت سرعة بعض السلوق المشاركة في فئة الهواة 68 كيلومتراً في الساعة، مقارنة بمتوسط 62 كيلومتراً في العام الماضي، وهو مؤشر يحمل دلالة قوية على تصاعد المستوى الفني للبطولة».
وأثنى الزفين على الحضور الجماهيري في مرحلة التصفيات، متوقعاً، أن يتضاعف هذا الحضور في الجولة الختامية، التي سيتم تحديد فيها أفضل 40 سلقاً موزعة بالتساوي بين الهواة والمحترفين، مؤكداً في الوقت نفسه، مثالية منطقة سيح الدحل لاستضافة فعاليات البطولة على نحو دائم، لاسيما أنها أصبحت مألوفة لدى جمهور وعشاق متابعة مسابقات الصيد بالسلق، سواء من المواطنين أو المقيمين، وأيضاً الزائرين الذين يفدون لمتابعة هذه الرياضة شدية الصلة بالموروث الخليجي عموماً والإماراتي خصوصاً.
جريدة الإمارات اليوم
ع ـاج ـزه ع ـن التع ـبير
طرح مميزه ورائعه
تـــــــسلم يمينك لاهنت ع الطرح
وفي انتظاااارجديدك
مشكورين عالتواجد الطيب