الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم
السير على نهج الآباء: اكتمال البناء والنهضة الشاملة
عقب عودة الشيخ مكتوم رحمه الله من فترة دراسته في بريطانيا ساهم بشكل كبير في إدارة شئون إمارة دبي فكان بمثابة الساعد الأيمن لأبيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم فحققت الإمارة طفرة اقتصادية وعمرانية تمثلت في زيادة الحركة التجارية وبناء المشاريع السكنية والمدارس وشبكات الطرق.
كان للمغفور له الشيخ مكتوم دور في قيام الاتحاد فقد شارك في المحادثات التي جرت بين إمارتي أبو ظبي ودبي والتي مهدت السبيل أمام التوقيع على اتفاقية الإتحاد التي أبرمت بين حاكم أبو ظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله و حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد رحمه الله في عام 1964، وهي الاتفاقية التي وضعت اللبنة الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت في 2 ديسمبر 1971.
ومع إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عهد إلى المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بتشكيل ورئاسة أول حكومة في تاريخ الإتحاد لتعمل على إرساء قواعد الإتحاد ووضع أسس البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة ، كما تولى الشيخ مكتوم رئاسة ثاني مجلس وزراء في تاريخ البلاد في 22 ديسمبر 1973 وووجه المغفور له جهود الحكومة الجديدة نحو التخطيط للمستقبل فجاءت الوزارات الجديدة لتعكس توسع الحكومة في خططها التنموية الشاملة.
وفي عام 1977 عهد إلي المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئاسة مجلس الوزراء للمرة الثالثة في الفترة بين يناير 1977 و يوليو 1979 ليأخذ على عاتقه مسؤولية تنفيذ خطط التنمية والسير على نهج التخطيط والعمل للمستقبل الذي رسمته الحكومة السابقة.
و بعد وفاة والده الشيخ راشد بن سعيد أل مكتوم في أكتوبر 1990 انتخب الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم عضواً بالمجلس الأعلى للاتحاد حاكم دبي ونائبا لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وتم تكليفه من رئيس الدولة بتشكيل الحكومة الخامسة لدولة الإمارات ، كما تولى في مارس 1997 رئاسة الحكومة السادسة للدولة.
وظل رحمه الله طوال حياته وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى في الرابع من يناير 2024 مشاركاً بصدق في مسيرة تنمية واعمار دولة الإمارات العربية المتحدة، كما شهدت إمارة دبي في عهده اكتمال بناء البنية التحتية ، وتحولها إلى مركز تجاري وسياحي عالمي.
رحم الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم واسكنه فسيح جناته.
كان نعم الأب لشعبة