أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن «مدينة الجزيرة الحمراء القديمة تقف اليوم بقلاعها ومبانيها شواهد تاريخية متجذرة، على عراقة ماضينا والطابع الثقافي والاجتماعي لبيئتنا المحلية، بما تحمله بين جدرانها وأزقتها من عبق تاريخ الأجداد الذين عاشوا فيها فترة من الزمن وناضلوا من أجلها ومارسوا مهن الصيد والغوص».
وثمن صاحب السمو حاكم رأس الخيمة المبادرات العديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الرامية إلى ترميم المناطق التراثية والحفاظ على الموروث التاريخي الذي تزخر به الإمارات، ومنها المدينة القديمة بالجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، التي تعد جزءاً من الهوية الوطنية، وشاهداً على اصالة وتاريخ المنطقة.
جاء ذلك خلال حضور سموه، يرافقه سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، احتفالات أهالي منطقة الجزيرة الحمراء بمناسبة احياء المدينة القديمة وتنظيفها، وترميم بعض مبانيها القديمة، بمبادرة شعبية من أهالي المنطقة. وأصدر صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، خلال الحفل، توجيهاته بإنارة المنطقة القديمة في الجزيرة الحمراء والمحافظة عليها، لتصبح وجهاً معبراً عن اصالة وعراقة ثرات الإمارات، ومقصداً سياحياً للتعريف بتاريخ العريق للمنطقة.
أشاد صاحب السمو حاكم رأس الخيمة بالمبادرة التطوعية التي قام بها أربعة من شباب المنطقة لإحياء تلك البقعة التراثية المتكاملة والفريدة من نوعها في الدولة، إذ بدأها أربعة شباب لتلاقي صدى واسعاً بين ابناء المنطقة، وتتحول الى مبادرة شعبية لتنظيف طرق المنطقة من المخلفات، وترميم مبانيها القديمة التي تضم بين جنباتها نحو 334 مبنى تراثياً، منها 11 مسجداً، و18 محلاً تجارياً قديماً ومدرستان.
وتجول سموه في القرية التراثية واطلع على معرض الصور التراثية الخاص بالمنطقة، الذي ضم الأدوات التي تستخدم قديماً في الغوص والمشغولات اليدوية وصور القلاع والحصون والمعالم التي اشتهرت بها منطقة الجزيرة الحمراء.
وقام سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي بتكريم الشباب الأربعة اصحاب المبادرة، وهم محمد راشد الزعابي ومحمد هلال الزعابي وعبدالله يوسف المياحي وحمد إسماعيل الأحمد، الذين أكدوا أن المبادرة كانت بهدف حماية المنطقة القديمة من مخاطر الاندثار وإبراز قيمتها التاريخية وإحياء التراث.
وتوجه يوسف أحمد الزعابي من أهالي منطقة الجزيرة الحمراء، في كلمته بالإنابة عن أهالي المنطقة، بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، على دعمه لمبادرة الشباب، وتوجيهاته لدائرة الأشغال العامة بتقديم الدعم والمساندة للمبادرة من خلال آلياتها التي كان لها الأثر الطيب في إنجاح المبادرة الشعبية.
وأوضح أن التراث المادي للدولة يحظى باهتمام القيادة الرشيدة لحياءا تراث الأجداد والمحافظة على الموروث الشعبي، مؤكداً أن منطقة الجزيرة الحمراء القديمة شهدت زيارة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واهتماماً كبيراً من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، متوجهاً بالشكر لأهالي المنطقة الذين أخذوا بأيدي الشباب وقدموا لهم الدعم والمساندة في الحفاظ على تاريخ المنطقة من الاندثار وإيصاله للأجيال المقبلة.
بدوره، أكد خالد مطر من شركة «اتصالات»، الشركة الراعية للمبادرة، حرص الشركة على دعم المبادرات الاجتماعية جزءاً من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه ابناء المجتمع، مشيراً إلى أن توجيهات رئيس مجلس ادارة «اتصالات»، محمد عمران، مستمرة فى دعم مختلف المبادرات والمهرجانات الاجتماعية والرياضية والثقافية.
واشتملت المبادرة على تنظيف المنطقة وفتح الدروب الداخلية القديمة والضيقة (السكيك) من خلال إزالة المخلفات والأشجار الضارة التي أغلقتها في ظل حالة من الإهمال خلال المراحل الماضية، وتنظيف المساكن الشعبية التراثية، والساحات ومحيط البيوت، إلى جانب إزالة أشجار «الغويف» وسواها من النباتات الضارة، وتزيين بعض المحال التجارية القديمة بمواد تراثية قديمة، كخوص النخيل والفوانيس القديمة والخيش «الجواني»، كما يسمى في اللهجة المحلية.
كما تضمنت المبادرة إنشاء مقهى تراثي على الطريقة القديمة وتزيينه، ومرافق ومبانٍ تراثية أصيلة، تعكس روح الحياة وأشكالها في ماضي الإمارات، فيما راعت المبادرة الشبابية والشعبية المحافظة على مكونات المساكن والمباني التراثية.
علي الموضوع